حسم هوية مراقب عام الإخوان المسلمين اليوم
المدينة نيوز - تحسم الاثنين هوية المراقب العام السادس لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، حين يجتمع مجلس شورى الجماعة الجديد مساء اليوم لتشكيل مجالسه التنظيمية تبدأ باختيار خمسة أعضاء للانضمام للمجلس ثم انتخاب المراقب العام فأعضاء المكتب التنفيذي وفي وقت لاحق رئيس مجلس الشورى.
وفي قراءة لمدى تقارب الفرص بين المرشحين للظفر بأعلى مواقع الحركة الإسلامية التنظيمية وأكثرها حساسية «المراقب العام»، تتساوى فرصة المرشحين المراقب العام الحالي الدكتور همام سعيد والمراقب العام السابق الشيخ سالم الفلاحات لاعتلاء الموقع الذي تشتد المنافسة عليه في اروقة ومكاتب الحركة الإسلامية لتتعداها إلى لقاءات ثنائية وجماعية سرية لقيادات الحركة في سبيل الظفر بأصوات أعضاء مجلس الشورى من المستقلين الذين ستتوزع أصواتهم بين الطرفين.
مطبخ وغرفة عمليات تيار الصقور يديره المهندس زكي بني ارشيد رئيس الدائرة السياسية لحزب جبهة العمل الإسلامي والذي أكد انسحابه من الترشح لرئاسة مجلس شورى الجماعة، فيما يدير مطبخ وغرفة عمليات التيارين الحمائم والإصلاحي الدكتور ارحيل الغرايبة رئيس الدائرة السياسية للجماعة والذي سيدفع تحالفه على ما يبدو بترشيح الدكتور عبد اللطيف عربيات لانتخابات رئاسة الشورى، فيما يحتفظ تيار الصقور بخياراته المفاجئة حتى اللحظة الأخيرة لذات الموقع، مع التمسك بموقع المراقب العام وسط تأكيدات قادة في التيار أن موقع المراقب العام لن يفلت من بين يدي «همام سعيد».وعلى الطرف الآخر، يؤكد قادة في التيار الحمائمي أن موقع المراقب العام لن يفلت هذه المرة منهم، حيث أن توافق قيادات بحجم عبد اللطيف عربيات واسحق الفرحان وحمزة منصور وارحيل الغرايبة وعبد الحميد القضاة لن تقبل بالخسارة بسهولة وستدفع بكل قواها للتوافق مع التيار المستقل الذي يبلغ عدد أعضائه ثمانية ما تزال وجهتهم غير محسومة بعد أن سعى تيار الصقور لاستمالتهم مساء أمس في اجتماعات سرية ومغلقة.
إزاء ذلك، تبدو الأمور قابلة لأي مفاجأة، بخاصة مع ضبابية موقف المستقلين وتشديدات كلا الطرفين بأن فرصته هي الأقرب لاستمالتهم، بحيث لم يحسم المستقلون «ابراهيم اليماني، فرج شلهوب، جميل أبو بكر، مصطفى نصر الله، باسم خالد، خضر عبد العزيز، غازي العواوودة، خالد وليد»، موقفهم بعد وهم الذين سيشكلون علامة الفصل في الانتخابات، إلا أن عاملاً آخر ربما يسهم في حسم المعركة مبكراً حين يتم تحديد هوية الـ5 أعضاء الذين سينضمون إلى المجلس المكون من 47 عضواً يضاف إليهم المراقب العام حكماً ليكتمل عقد المجلس بـ53 عضواً تستمر ولايته لأربع سنوات قادمة، بحيث أن الطرف الذي يضمن وصول قيادات محسوبة عليه إلى تكوينة المجلس، سيتمكن حتماً من الحسم المبكر، وتدور بورصة الأسماء المرشحة للدخول لعضوية مجلس الشورى عن تيار الصقور بالقيادات: (مراد العضايلة، محمد عقل، موسى الوحش، محمد الزيود، أحمد الزرقان)، فيما يرشح تيار الحمائم القيادات (حمزة منصور، عبد الحميد القضاة، ارحيل الغرايبة، علي الصوا، وائل السقا).
وطوال أيام خلت انتقل مشهد التنافس الإخواني على المواقع القيادية للشارع وانعكست ملامحه عبر عديد المسيرات التي نفذتها الحركة الإسلامية، بحيث لوحظ تقاسم المرشحين «سعيد» و»الفلاحات» على تسيد خطاب الشارع والمسيرات، فتم منحهم دعاية انتخابية متساوية، بحيث ألقى «سعيد» كلمة في المسيرة التي نفذتها الحركة الإسلامية بالتشارك مع أحزاب المعارضة في الثالث عشر من الشهر الحالي، أصبغ فيها طابع الحدية والإصرار على مواقف الحركة الرافضة لقانون الانتخاب وضرورة أن يتم انتخاب الحكومات،فكانت دعاية انتخابية كافية لدى جمهور الحركة بأن الشيخ سعيد مازال قادراً على إدارة دفة الحركة بقوة واقتدار، وأشار سعيد فيها بالقول «لم نعد نخشى اليوم العصي والاعتقالات لأننا الآن في زمن الربيع العربي وزمن الشعوب والإرادة الحرة»، مخاطباً الحكومة بأن الشعب نفد صبره وهو ينتظر الإصلاح، والتأكيد على أن قانون الانتخاب الذي رفعته الحكومة إلى مجلس النواب مرفوض جملة وتفصيلا، باعتباره «الفساد بعينه بحيث ولد مشوهاً كقانون الصوت الواحد»، فيما مُنح الفلاحات ذات الفرصة حين اعتلى العربة التي تقدمت مسيرة الحركة الإسلامية وأحزاب المعارضة الجمعة الماضية وتوجه بخطاب أكثر حدية ووجه نقداً لاذعاً لمجلس النواب وصفه فيه «بأنه محطة لغسيل السيارات الناكته»، وزاد بالقول حينها إن عمليات اعتقال الأحرار وإغرائهم للعدول عن مواقفهم لن تسهم إلا في الإصرار على المطالب الإصلاحية حتى إصلاح النظام، منتقداً سياسة مجلس النواب الذي يبرئ كل قضية تعرض عليه، وأكد أن وظيفته المراقبة والتشريع ومحاسبة الفاسدين، وهذا ما لا يقوم به المجلس، مؤكداً أن الإصلاح الذي تدعو إليه القوة الحزبية والحركات الشعبية في الأردن يتحقق عندما يكون الشعب مصدراً للسلطات.
وكانت شعب الجماعة انتخبت في الخامس والعشرين من شباط الماضي ممثليها الـ47 في مجلس الشورى وأفرزت النائج فوز (علي أبو السكر، أحمد بركات، محمد أبو فارس بالتزكية، خالد وليد، عارف حمدان، شبيب جودة بعد الإعادة في شعبة ماركا، مصطفى نصر الله، محمد العطار، محمد سعيد بكر، عزام الهنيدي, ابراهيم العرعراوي، عبد الجليل العواوودة، زكي بني ارشيد، خميس العسود، جميل أبو بكر، ابراهيم اليماني، أيوب عبد الكريم، ذياب عقل، سعادة سعادات، حسن خضر، عمر ذياب، سالم الفلاحات، غازي العواودة، بهجت حمدان، عبد اللطيف عربيات بالتزكية، رامي ملحم، زياد المتاني، نواف عبيدات، محمد الكوفحي، رائد الشياب، باسم خالد، بسام جرادات، ابراهيم المشوخي، خضر عبد العزيز، أيوب أبو الرب، محمد طعمه القضاة، فارس شبيب، سليمان القاضي، فرج شلهوب، أحمد الكفاوين، حسان ذنيبات، محمد الشحاحدة، شاكر فياض، بدر الرياطي، منير رشيد، راكان دغيمش، ابراهيم فنجان).
وبحسب النظام الداخلي للجماعة فإن أول خطوة يتم اتخاذها تقتضي بقيام الأعضاء الـ47 السابقين باختيار الـ5 أعضاء، ليصار بعدها إلى رفع الجلسة، ومن ثم يجتمع الأعضاء الـ53، ويختارون المراقب العام ورئيس مجلس الشورى والمكتب التنفيذي ويصادقون بعدها على التقارير المالية والإدارية للمجلس السابق.
وبانتظار عقد جلسة شورى الإخوان الـ21، فإن مواقف عدة ومفصلية ينتظر أن يتخذها المجلس الجديد أبرزها المشاركة في الانتخابات البلدية والنيابية، والحوار مع الجانب الرسمي الأمريكي والأخير يأخذ منحنيات وتغيرات هامة ربما تفضي إلى إعادة فتح الحوار مع الجانب الرسمي الأمريكي بعد أن راوحت علاقة الحركة الإسلامية في الأردن، بشقيها جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي، مع الجانب الأمريكي الرسمي مكانها في القطيعة منذ العام 2003 حين تم غزو العراق، إلا في حالات استثنائية كلقاءات مع مراكز الأبحاث والدراسات، إلا أن تطورات عدة بدت تبرز على الساحة قد تعيد العلاقة ما بين الطرفين إلى حوار قادم بدت معالمه من الزيارة التي قام بها عضو المكتب السياسي للجماعة الدكتور نبيل الكوفحي للولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا للمشاركة في ندوة نظمها معهد كارنجي حول البرامج السياسية والاقتصادية للإسلاميين بمشاركة مجموعة واسعة من الباحثين والأكاديميين الأمريكيين وطلبة الدراسات العليا، سبقها فتح حوار معمق أجرته الحركة الإسلامية مع عدد من ممثلي الدول الأوروبية كان آخرها لقاء جمع الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور بالسفير البريطاني في منزله رافقه فيه عدد من قيادات الحزب من بينهم القياديان نمر العساف وعبدالله فرج الله، ما يفتح باب التساؤلات على مصراعيه عن سر القطيعة المعلنة مع الأمريكان بسبب غزوهم العراق، في حين لم يجد الإسلاميون حرجاً في الحوار مع البريطانيين، وهم الدولة الوحيدة التي كانت شريكاً للولايات المتحدة في غزو العراق في حالة تآلف تجسدت بين بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير.( الدستور )