وقفة مراجعة لمعرفة الاتجاه

تم نشره الإثنين 30 نيسان / أبريل 2012 05:10 مساءً
وقفة مراجعة لمعرفة الاتجاه
عبير الزبن

أكبر عوامل النجاح في القيادة, أياً كانت: سياسية , عسكرية , اجتماعية, هو معرفة الاتجاه الصحيح , الذي يوصل إلى الهدف, فإن كانت غايتك مكة فاتجه لها, ولا تدر ظهرك معاكساً وفكر بكيفية أداء الحج و العمرة .

و كذلك الرياح المتقلبة, متغيرة الاتجاهات, لن تأتي بالمطر و إن تكاثرت الغيوم, فغيوم الصيف لا تمطر, و رعودها فقاعات لا أكثر و لا أقل.

ثورات الربيع العربي هي كذلك, و هذا حالها, لا تعرف الاتجاه الصحيح ولا أين تسير, ومتى و أين ستقف, لأنه لا يوجد لها ايديولوجيات تسير وفق نهجها و هداها, و لو كانت غير ذلك لرأينا أو سمعنا خططا و اضحة بعيدة و قصيرة المدى , تحتوي على فضائل العمل وانجازه وشر رذائل العمل لاجتنابه , أو هي على أقل القليل تظهر الحسنات و السيئات , ولكنها حياة العجزة الذين لا يجيدون إلا لوك الكلام و التذمر به .

أين النور الذي أتت به تلك الثورات ؟! أم هو ظلام يتلوه ظلام , كما قال احد ابرز

قادة العالم (.....) منتقداً الأمة العربية قائلاً: حتى تعودوا إلى الحالة الاقتصادية التي كنتم عليها قبل ربيعكم المزعوم, تحتاجون لمئات السنين, و يعني الاقتصاد فقط , و لو أضيفت لذلك الدماء و الأرواح و الجراح و الأحزان و الآلام و الحسرات و الندم و الندب و النواح , فماذا عسانا نقول ؟!

هل نقول للعالم و نسمعه, و نحن نلوح بالعلم الورقي , تعودنا البكاء واللطم على الوجوه , نتقنه بحرفة و امتياز, نحن الذين نزغرد لصوت البارود , ذكوراً قبل الإناث , ليس لنا عيون تدمع و لا قلوب تحزن , نفاخر حين ندس أبناءنا بالتراب, و نعتبرها علامات النصر, لا علامات الهزيمة و سوء التخطيط, وقلة الحيلة و التدبير.

نحن الآن بحاجة لوقفة مراجعة لمعرفة الاتجاه , أكثر من أي وقت مضى , من عمر هذا الكون , لمعرفة الداء, و أماكن الاختباء , و طرق العلاج.

إننا بحاجة ماسة لآراء الشرفاء وأهل العلم , و أقلام الأحرار و مداد الحبر , وخطة حكيمة و قرار صائب جريء , ولأهل الخبرة و الرؤية و الحلم خلال الأزمات, .

الوطن ينادي صاحب القرار الوطني العنيد الذي لا ينثني عزمه مهما أشبع تهديدا و وعيدا , بعيد الرؤيا , لا ينظر أخمص قدميه .

الموضوع أبعد من الفساد حتى لو نخر العظم , فالوطن كله مستهدف, بتغيير مكوناته , بما في ذلك تضاريس الجبال و الأنهار , يجب أن لا نضيع الوقت هدراً بين قيل و قال , و في مناظرات عبر الأثير لا تقود إلا للهلاك و الدمار و التخريب , وتفتت المجتمع و تمزق خيطان نسيجه , و نحن نساق الى الموت بمجرد نزوة عابث , أو حمق من قبل مندس آثم.

ماء الحياة بين أيدينا لذا يجب ألا نسكبه على الرمال , و قوارب النجاة نصنعها بأيدينا فلنستخدمها نحن أولاً, ثم نعطيها إلى غيرنا , فجراحنا أولى أن نداويها كي تشفى , قبل أن نداوي جراح الآخرين أو ندعي ذلك .

كل الأمل و التفاؤل بهذا الوطن و أهله , و بكل ذرة تراب طاهرة منه , و بكل صخرة صلدة، وسطه و جنوبه و شماله , بغوره و صحرائه , وقصوره و آثاره , وعلمه و تعليمه , ونظامه الهاشمي الإنساني, حيث سيبقى خالداً و سيجتاز المحن .

حمى الله الأردن و شعبه و مليكه  ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات