الى ارباب العمل في يوم العمال العالمي
يحتفل العالم كله بالاول من آيار بعيد ( يوم ) العمال العالمي ورغما عن ان الاحتفال يتكرر سنويا ونشاهد بعض ارباب العمل واصحاب الشركات يذرفون الدموع على عمالهم و تتعالى صرخاتهم على حقوقهم المهضومة الا اننا نجد بعد الانتهاء من هذا اليوم تعود حليمة لعادتها القديمة ويعود الظالم لظلمه والعامل لا يستطيع ان يطالب بحقه في التامين الصحي والعلاوات والزيادات السنوية بدون تهديد بفصل او عقوبات مختلفة فاين دموع التماسيح التي جرت انهارا مما يجعلنا نشعر ان هذا الاحتفال اصبح بروتوكولا متعارفا عليه من اجل الدعاية والاعلان .
لقد اكدت جميع الاديان و الرسل والانبياء على اعطاء الحقوق لاصحابها رؤساء كانو او مرؤوسين ومنها الدين الاسلامي الحنيف فقد اكد على حق العامل بقوله ( اعط الاجير حقه قبل ان يجف عرقه ) ولم ينسى حقوق صاحب العمل بقوله ( ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ) و هذان القولان يكملان بعضهما تكتمل معادلة العمل وان أي خلل في احدهما تختل المعادلة وتكون غير صحيحة .
مع مرور الوقت والتطورات الحاصلة في العالم وازدياد حاجات الانسان من خلال مواكبته للعلوم والتكنلوجيا المختلفة ومع ازدياد تكاليف الحياة لابد لرب العمل ان ينظر بعين الرحمة والمودة لعماله ولا يجوز ان تكون كلمة عامل سيف مسلط على رقاب العباد بالتهديد بالفصل والتمييز اللاخلاقي بين العمال ويجب توفر الحد الادنى لحياة حرة كريمة مشرفة للعامل واسرته وتوفير سبل الراحة فماذا يريد العامل او الموظف ؟؟ الجواب : التامين الصحي له ولعائلته وضمان حقوقه في الضمان الاجتماعي وشعوره بالطمأنينة والامان الوظيفي واثبتت التجارب بان ليس كل الناس تبحث عن المال فاذا توفرت متطلبات العمل فلن يبحث على وظيفة براتب اعلى لانه كما يقال ( عصفور في اليد ) وما نراه اليوم وللاسف في كثير من شركات القطاع الخاص بعدم شعور الموظف بالامن والامان لشيء يندى له الجبين فليس من المعقول انه كلما تغيرت ادارة عليا لمؤسسة او شركة مساهمة عامة او فردية يكون ذلك بمثابة الجحيم ليطفق المدير العام مسحا بالسوق والاعناق ويدفعون ثمن هذا التغيير ولا ادافع هنا عن موظف قصر في عملة او ان يفقد المدير العام حقه في تعيين كوادر يراها ايجابية لنجاح اداراته ولكن عليه ان يعدل بين الموظفين لانهم يعملون وفق سياسة الادارة العليا وهي من تتحمل ضعف الاداء او سوءه لان قطع ارزاق الناس ليس بالامر السهل ولا الهين وهو اشد من قطع العنق عند الله سبحانه وتعالى فعليه ان يعطي الفرصة للجميع ليثبت كفاءته وقدرته على العمل ليكون القرار سليما وأخذه مبررا ولا ظلم فيه وهذه احد اسباب نجاح الشركات والمؤسسات في الصين واليابان حيث لا مكان للعلاقات الشخصية او ابن فلان او علان في العمل والخلافات لاتفسد بالود قضية لان المصلحة العامة هي الاهم .
ان ماذكر اعلاه ليس محاضرة انشائية بقدر ما هي حقيقة نلمسها ونراها يوميا في مؤسساتنا وشركاتنا ومنتشرة جدا في القطاع الخاص على اساس ان القطاع العام قرار التعيين والفصل ليس بيد المدير العام او الوزير بل هناك اجراءات اخرى يمكن اتخاذها في حال وجود مخالفة ما او تقصير باستئناء السرقة والاختلاس واستغلال الوظيفة والفساد.
لذا وبعد كل هذا من حق العامل ان يحتفل بيومه العالمي وهو مرتاح البال والضمير ولا خوف من ان لايعود لعمله في اليوم الثاني ليكون بحق تكريم له وليكن هذا اليوم هو نقطة انطلاق لمنظومة جديدة مبينية على الثقة المتبادلة بين الرئيس والمرؤوس وان لاينسى صاحب العمل تكريم العمال من ذوي الابداعات الخلاقة والاداء الجيد التي انعكست على العمل ونوعيته واتقدم باجمل التهاني والتبريكات لكل عمال الوطن وجنوده وموظفيه وكلنا امل بان نرتقي الى الاعالي وان نحفظ حقوق الناس ونرعاها ليحفظ الله حقوقنا عند الناس ليرعوها والله ولي التوفيق .