حذاري من استرضاء المناكفين
في ايام خلت اعتدنا قيام متنفذين في مواقع صنع القرار باسترضاء اشخاصا اما لتبادل المنافع معهم او لتسديد مواقف لهم أو لمكانتهم الاجتماعية وحضورهم الشعبي ونادرا ما كان استقطابهم لتولي المناصب الرفيعة بناء على عامل الكفاءة او المؤهلات التي يحملوناها وها نحن في هذه الايام ندفع ثمنا باهظا لسوء ادارتهم وتطاول العديد منهم على المال العام .
استذكر هذا الواقع الصعب الذي لا يمكن تغطيته بغربال ولا يستطيع احد ان ينكره ونحن من المفترض اننا نلج بوابة اصلاحات شاملة طالما اكد عليها جلالة الملك منذ ان تولى المسؤولية حيث درج أمثال هؤلاء على اعاقة تنفيذ اي برنامج اصلاحي يتناقض مع مصالحهم واضعين العصي في دولايب المسيرة غير مكترثين لعواقب ذلك على الوطن وأهله .
باختصار اعتادت هذه الفئة على تبادل المنافع فيما بينها بأساليب وفنون قريبة من التمثيل والخداع لقدرتهم الفائقة على التلاعب بالمفردات لتوفير القناعات التي تكفل تنصيب فلان في المكان الفلاني وعلان في المكان العلاني ... وهكذا يضمنون بأن يبقوا مسيطرين على كافة المواقع وخاصة الحساسة .
ومن اساليبهم على سبيل المثال لا الحصر التنسيق مع اعضاء الفريق ممن اخرجتهم الظروف لسبب ما من مواقع المسؤولية بالطلب منهم ان يعمدوا الى مناكفة المرجعيات العليا أو اثارة البلابل او استغلال الظروف الصعبة كما هو الحال الان أو ركوب موجها بصورة من الصور ليأتي هنا دور من هم في مواقع صنع القرار ليقترحوا على المرجعيات العليا استقطاب المناكفين ليتولوا مواقع حساسة .
ما دفعني لكتابة هذا المقال والتذكير بما كان يجري في غياب التعامل مع الكفاءة والمؤهلات ان اسماء فاحت ريحة فسادها وغيها وعبثها في مقدرات الوطن وفشلت فشلا ذريعا في كل المواقع التي تولتها وبعد ان انتهت صلاحيتها عمدت منذ فترة الى ركوب موج المطالبين بالاصلاح ومن ثم بتنا نقرا في بعض وسائل الاعلام انهم مرشحون لتولي مناصب حساسة اخطر بكثير من تلك التي تولوها سابقا ولم يتركوا لهم بصمات فيها .
من الخطورة ان تتكرر في هذا الزمن مثل هذه التمثيلات فمصلحة الوطن اكبر من استرضاء زيد أو عبيد فلا مكان للعاقين بحق الوطن وأبناءه .