لعبة التفجيرات الانتحارية
لم يترك نظام المقاومة والممانعة الكاذبة أي وسيلة لقتل الشعب السوري إلا ومارسها فهو استخدم الطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون والزوارق الحربية ناهيك عن الرشاشات وغيرها من صنوف الأسلحة التي تتقاطر إلى سوريا عبر روسيا وإيران
والآن يستخدم النظام الأسدي ورقة التفجيرات الانتحارية في سبيل تأكيد روايته البائسة عن وجود تنظيم القاعدة وبالطبع لا أحد ينكر وجود القاعدة في سوريا فالتنظيم متواجد في أكثر من ستين دولة من بينها سوريا لكن هل يعقل بأن الشعب السوري تحول بين ليلة وضحاها من مواطنين عاديين إلى سلفيين تكفيريين ؟
إن الملايين التي تخرج تحت وطئة القتل والتنكيل في مختلف المدن السورية لا تحمل بين جنباتها فكراً سلفياً بل من السخف القول بأن كل هذه الجموع الثائرة على نظام الأسد هي من التكفيريين
بكل تأكيد سيخرج أبواق الأسد ليقولوا بأن مجلة دير شبيغل الألمانية أجرت مقابلة مع أحد الثوار في طرابلس وأنه أقر بأنه ذبح بيده ثلاثمائة شخص في حمص لكن أليست هذه المجلة ذاتها هي من نشرت تحقيقات تثبت بأن حزب الله اللبناني هو من قام بقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري أم أنتم تصدقون ما يوافق هواكم وتكذبون ما يخالف ذلك ؟ ثم ماذا تقولون في تلك التقارير الصحفية والشهادات الحية التي تنسب المجازر للأسد فهل كلها كذب ؟
ثم أليس من العجيب أن لا نسمع عن تفجير أو مجزرة إلا في المناطق الثائرة دون المناطق الموالية للأسد ؟ ثم ما هذا السر في الجهوزية التامة لكل من التلفاز الأسدي وطواقم الإسعاف التابعة للنظام بحيث تتمكن من الوصول بلمح البصر إلى مواقع التفجيرات ؟ وبعد ذلك تقوم شبيحة الأسد بوضع طوق أمني حول التفجير وتمنع المواطنين من الاقتراب بإطلاق الرصاص الحي عليهم كما حدث في تفجير حي الميدان الأخير فهل إطلاق النار على المواطنين المتجمهرين حول التفجير جزء من التحقيق الجنائي أم من أجل عدم إفشال مشهد التفجير المدبر ؟
إن تفجيرات إدلب اليوم تأتي في نفس الإطار فهي وقعت داخل المربع الأمني الذي لا يسمح بالتواجد فيه إلا لمن ينتمي لقوات الأمن التابعة للأسد ونحن بالطبع ندين كل عمليات التفجير التي يذهب ضحيتها العديد من الأبرياء وحرصاً على كشف ألاعيب هذا النظام المجرم فإنه يجب على المجلس الوطني السوري أن يطلب من مجلس الأمن أن يرسل لجنة تحقيق دولية تحقق في التفجيرات الإرهابية والتي ينسبها نظام الأسد للثوار لكن هل يقبل الأسد بلجنة تحقيق دولية تحقق في تلك التفجيرات ؟ من المؤكد بأن نظام الأسد لن يقبل بذلك لكن لا بد من السير نحو هذا الاتجاه للوصول إلى لجنة تحقيق دولية تكشف لعبة التفجيرات ومن يقوم بها ...