العياصرة يكتب: الحراكات..أنتم على المحك .

يُنقل عن مجسات النظام السياسي تقليلها من شأن وقوة الحراكات الشعبية في هذا الوقت بالتحديد، ولعل هذه الرؤية مع غيرها من العوامل الخارجية باتت تفسّر ردة النظام عن الإصلاح وإصراره على إجراء انتخابات اللفلفة قبل نهاية العام.
الحراكات مطالبة بالرد على ذلك، فجهود أكثر من خمسة عشر شهرا يجب أن لا تذهب سدى، ومن المأمول أيضا تفويت الفرصة على الفاسدين والمستبدين الذين ظهرت أسنانهم من الفرحة بعد أن خافوا طوال تلك الفترة.
كوادر الحراكات لا زالت موجودة ولم تتراجع أرقامها أبدا، إذاً ما الخطب، ما الذي جرى حتى يظن النظام أنّكم تراجعتم وأخليتم الساحة؟!
إذاً هناك خطأ ما لا بد من تدراكه لتعود الحيوية إلى الحراكات ويعود الضجيج إلى الشارع، فيدرك النظام أنّ المياه لا تجري من تحت الإصلاحيين، فهم متنبّهون وقادرون على العودة من جديد.
المطلوب من الحراك إجراء مراجعات سريعة جدا، لأن الوقت الطويل غير متاح، وبعد المراجعات، لا بد من العودة إلى الفعاليات بالقوة التي كانت وزيادة.
هذا هو الرد الأمثل على تكهنات النظام القائمة على موت الحراك سريريا، فالجُمَع الساخنة لا بد أن تعود، والحناجر المطالبة بإصلاح النظام بنيويا أيضا لا بد لها أن تشحذ همتها من جديد بعزم وقوة.
الحركة الإسلامية بدورها مطالَبة بتصرف نوعي مختلف هذه المرة عن سابقاتها، فهم يسعون لتحجيمها وعزلها وتجاهلها.
وعليها أن تعي ذلك، وأن تعود للشارع بكل قوة ووفق منتهى إمكاناتها، النظام "مش مصلّي على النبي" وهو لا يريد الإصلاح ولا محاربة الفساد ويريد تجديد أدواته السابقة رغم أنوفنا.
وفق متابعتي القريبة من الحراكات ومن الحركة الإسلامية، أستطيع التأكيد على عدم تعرُّض أيٍّ منهما (الإسلاميون والحراكات) إلى أيّ هزة بنيوية تذكر.
وهنا أتساءل لما الخمول في هذا الوقت الحرج والحاسم؟ أكنتم تظنّون أنّ النظام وعشيرة الفاسدين والمستبدين سيمهلونكم كي ترتاحون؟
لا استراحة محارب في موضع الصراع على الإصلاح في الأردن، فكما أنّ إصلاحنا له خصوصية سلمية وموضوعية، كذلك فسادنا واستبدادنا له خصوصية الانقضاض على كل شيء إذا أعطيناه المجال والفرصة، ومن هنا عودوا والعود أحمد. ( السبيل )