"الصوت الواحد"

تم نشره الأربعاء 09 أيّار / مايو 2012 05:16 مساءً
"الصوت الواحد"
لم يمت كما أشيع مؤخرا، وما يزال على قيد الحياة. والمحاولات لإنعاشه تجرى على قدم وساق، ويتولاها فريق من أطباء الاختصاص في الحكومة والنواب.
بعد إحالة الحكومة السابقة لمشروع قانون الانتخاب إلى مجلس النواب، ثارت احتجاجات على النظام الانتخابي المقترح، والذي ينص على منح الناخب صوتين للدائرة المحلية وصوتا ثالثا لقائمة مغلقة على مستوى الوطن. وعلى نحو مفاجئ، ارتفعت أصوات نيابية في تناغم وتزامن عجيبين، تدعو إلى العودة إلى الصوت الواحد كمخرج من متاهة النظام المختلط.
حتى ذلك الوقت لم يكن أحد من حكومة عون الخصاونة يؤيد العودة إلى الصوت الواحد؛ لا بل إن الميزة التي ركزت عليها تلك الحكومة في سعيها لترويج القانون المقترح، هي أن المشروع دفن إلى الأبد الصوت الواحد والدوائر الوهمية.
لكن المفارقة أن حكومة الخصاونة هي التي رحلت قبل أن تتمم مراسيم الدفن، وجاءت حكومة بادر رئيسها المكلف على الفور إلى إحياء الصوت الواحد قبل تكفينه.
أنعشت تصريحات الدكتور فايز الطراونة آمال الداعين إلى الإبقاء على الصوت الواحد، وحظي أنصاره في البرلمان بحليف قوي لم يكن بالحسبان؛ فالطراونة كما هو معروف من دعاة الصوت الواحد، ولم يغير موقفه أبدا.
تحمست اللجنة القانونية في مجلس النواب، وبدأت على الفور حوارا مع جميع القوى السياسية والفعاليات النقابية والشعبية حول القانون. والأرجح، حسب مراقبين، أن هذا الحوار إجراء شكلي لن يغير في القناعات، خاصة أن مواقف مختلف الأطراف من القانون معروفة للجنة، وهو لا يحتاج إلى جولات إضافية من الحوار.
تقديرات المتابعين تشير إلى أن سبعين نائبا على الأقل يؤيدون الإبقاء على الصوت الواحد، ويتبنون اقتراحا يقضي بمنح الناخب صوتين فقط: صوت للدائرة المحلية، وصوت لقائمة وطنية مغلقة يخصص لها عشرون مقعدا. هذا هو الاقتراح الأكثر تداولا في أروقة النواب والحكومة الجديدة حاليا. وهو يلقى، حسب ما فهمت، تأييدا في حلقات القرار الرسمي.
يدرك المؤيدون لهذا التعديل أنه سيواجه برفض من جانب الحركة الإسلامية وأحزاب ونشطاء سياسيين، وقد يتطور الأمر إلى حد مقاطعة الانتخابات المقبلة. المواقف بهذا الشأن متباينة؛ هناك من يعتقد أن الحركة الإسلامية ستشارك في الانتخابات مهما كانت طبيعة القانون، ولن تفوت على نفسها فرصة الحصول على ما لا يقل عن ثلاثين مقعدا في البرلمان. تيار آخر في الدولة يرى أن الحركة الإسلامية، وبمواقفها المتصلبة من قانون الانتخاب، تمارس ابتزازا سياسيا بحق الدولة ينبغي عدم الخضوع له، حتى لو كلف الأمر مقاطعتها للانتخابات.
ويبدو أن أوساطا في الدولة تتحسب منذ الآن لحضور الإسلاميين أو غيابهم عن الانتخابات، من خلال تقديم الدعم غير المعلن بالطبع لجبهة حزبية قيد التشكل، تروج خطابا "إسلاميا وطنيا" ينافس الحركة الإسلامية في معاقلها التقليدية، ويجتذب عناصر تابعة لفرق دينية مناوئة للإخوان المسلمين.
المعركة مع الصوت الواحد لم تنته بعد؛ إنها مثل مرض السرطان، ما إن يختفي بعد جولة علاج حتى يظهر من جديد في مكان آخر. ( الغد )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات