الاسلاميون و الحكومة...قطيعة متبادلة

تم نشره الخميس 10 أيّار / مايو 2012 06:05 مساءً
الاسلاميون و الحكومة...قطيعة متبادلة
فهد الخيطان

 ليس من الصعب التنبؤ بطبيعة العلاقة بين حكومة فايز الطراونة والحركة الإسلامية. فمنذ لحظة التكليف، كان رد الفعل من قبل الإسلاميين سلبيا، والطراونة من جانبه لم يبعث بأي إشارة إيجابية تجاههم، انسجاما مع موقفه التقليدي من دور الإسلاميين في الحياة السياسية.تصريحاته حول الصوت الواحد، وتشكيلة حكومته، كانت بالنسبة للإسلاميين بمثابة دليل إضافي على صواب موقفهم المبكر من حكومة الطراونة. ولقطع الطريق على أي محاولة للاتصال مع قادة الحركة، بادر نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، وفي أول تصريح له بعد انتخابه، إلى القول: "ليس لدى الحركة وقت لتضيعه في الحوار مع الحكومة".يقول مراقبون إن موقف الإسلاميين الحاد من حكومة الطراونة لا يمكن تبريره بالعداء المستحكم بين الطرفين؛ فقد تعامل الإسلاميون في السابق مع حكومات ناصبتهم العداء أكثر من حكومة الطراونة التي لم تبدأ مهمتها بعد، وإنما يأتي انتصارا لرئيس الوزراء المستقيل عون الخصاونة، الذي أظهر مودة كبيرة للحركة الإسلامية، وحاول جاهدا التفاهم معها على قواعد جديدة تضمن انخراطها في الحياة السياسية والمشاركة في الانتخابات المزمعة قبل نهاية العام.لكن الإسلاميين لم يستثمروا موقف الخصاونة، لا بل إنهم ساهموا -بموقفهم المتشدد من قانون الانتخاب المقترح- في إضعاف حكومته.الطراونة مختلف تماما عن الخصاونة، ولن يكون سخيا وكريما مع الإسلاميين مثل سلفه. ولتجنب أي حوار أو مساومات حول قانون الانتخاب مع الإسلاميين وغيرهم من الأطراف، أعلن مبكرا أن مجلس النواب هو صاحب الولاية على القانون، وأن من لديه اقتراحا عليه التوجه إلى النواب.والإسلاميون كانوا أعلنوا في وقت سابق أنهم غير مستعدين للحوار مع مجلس لا يعترفون بشرعيته، ورفضوا دعوة اللجنة القانونية في المجلس للقاء حول القانون.وبموقفهم الأخير من حكومة الطراونة، يكون الإسلاميون قد سدوا نوافذ الحوار مع السلطتين التنفيذية والتشريعية، وأعلنوا صراحة أنهم لن يقبلوا الجلوس إلا مع رأس الدولة.حالة الاستعصاء هذه ضارة بكل الأطراف، وبعملية الإصلاح السياسي؛ فليس من مصلحة الدولة مقاطعة الإسلاميين للانتخابات المقبلة، وينبغي البحث عن ثغرة للحوار في جدار القطيعة الذي يرتسم بين الطرفين.حكومة الطراونة عليها أن تتجاوز حالة العداء للإسلاميين، وأن تدرك المتغيرات التي حملها الربيع العربي والمخاطر المترتبة على إقصاء طرف رئيسي من اللعبة السياسية.وعلى الإسلاميين، في المقابل، أن يغلّبوا المصلحة الوطنية على المصالح والحسابات الخاصة، فهم لن يخسروا شيئا إذا ما جلسوا مع الحكومة أو النواب.(الغد)
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات