حكومة انتقالية وحكومة امتطائية

تم نشره السبت 12 أيّار / مايو 2012 04:53 صباحاً
حكومة انتقالية وحكومة امتطائية
عبدالله المجالي


تتخذ الحكومات عندنا أوصافا مختلفة؛ تطلقها على نفسها أو يطلقها عليها الإعلام، فهناك حكومة الثورة البيضاء، وحكومة إصلاحية، وحكومة حراثين، وحكومة بزنس، وحكومة ديجتال، وحكومة محاربة الفساد، إلى آخره.
حكومة الطراونة الثانية توصف بالحكومة الانتقالية، وهو وصف أضفاه عليها الملك عبد الله الثاني في كتاب التكليف، لكنها بالتأكيد ليست حكومة تؤسس للانتقال من عهد إلى عهد أو من مرحلة إلى مرحلة، لكنها بحسب رئيسها حكومة "النقل من مرحلة الدعوة الى الاصلاح الى مرحلة انجاز هذا الاصلاح، فهي عملية تعبيد طريق وهذا هو مفهوم الانتقالية والمسألة ليست قصة وقت".


حكومة الخصاونة في رأيي كانت حكومة امتطائية؛ امتطاها البعض لعبور مرحلة ما بهدوء وبأقل التكاليف؛ مرحلة ساخنة ومضطربة كان لا بد من تبريدها وتهدئتها لحين استكشاف الموقف ومحاولة الالتفاف عليه.
حاول الخصاونة بكل براءة استقطاب المعارضة خاصة الإسلامية منها إلى العمل معه وفق خطته لإنقاذ البلد الذي يراه يدخل في حرب أهلية! "الضمان الأفضل لاستمرارية النظام السياسي يكون بمشاركة كافة الأطياف في الحياة السياسية وليس إقصائها، لكي يتحولو من معارضة ضدّ الحكومة والدولة، إلى جزء من النظام"، هذه هي خطة الخصاونة وفق الايكونومست، ولا أعتقد أن خطة الرجل كانت من وراء القصر أو القوى فوق الحكومية.
المعارضة السياسية وخصوصا الإسلامية تعلم جيدا قدرات وأدوار الحكومات في البلد، لذلك فقد أبعدت نفسها عن هذه "الورطة" واكتفت بتشجيع الرجل مع أطيب التمنيات له بالنجاح، ووعدته بفترة هدوء مناسبة.

لو كان الخصاونة رجل سياسة لكان فهم الرسالة الأولى؛ رسالة أحداث المفرق؛ وحده السياسي المحنك والمقرب من الرئيس –راكان المجالي-التقط الإشارة، ولم يتورع عن اتهام جهات معينة بتدبير الحادث الأليم الذي أسفر عن فقدان دكتور جامعي عينه، وعشرات الإصابات، واعتداء على مقر حزب سياسي أمام مرأى أجهزة الأمن. ولا أدري ما الذي حصل في كواليس الحكومة إذ ذاك، لكن النتيجة كانت أن الخصاونة لم يلتقط الإشارة جيدا، واستمر امتطاء حكومته إلى أن حصلت الكارثة بتقديمها قانون انتخاب يعيد قانون "الصوت الواحد" بصياغة أخرى.
السياسي المحنك الآخر في حكومة الخصاونة وزير العدل سليم الزعبي انسحب مبكرا، ولا أدري كيف لم يستطع إقناع رئيسه بأدب بأنه مجرد جواد لاجتياز مخاضة فقط.
باختصار؛ تم امتطاء حكومة الخصاونة، وأخذوا كل ما يريدون منها، واجتاز الممتطون المرحلة الساخنة المضطربة دون خسائر تذكر، وما نجح فيه الخصاونة هو أنه أوقعهم من على ظهره، قبل أن يركلوه ويخرجوه من المضمار.
سيقول البعض أن كل الحكومات الاردنية ينبطق عليها وصف الامتطائية، صحيح، لكن الفرق هنا أن الخصاونة كان يعتقد، ويريد غير ذلك.(السبيل)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات