أبو الأسير في مشهد السجود

تم نشره الأحد 13 أيّار / مايو 2012 03:29 صباحاً
أبو الأسير في مشهد السجود
ديمة طارق طهبوب

لولا الحياء لوقعت على يده أقبلها فهو أب لا تملك عند رؤيته الا أن تكبره، فالضياء الذي يكسو ملامحه يأخذ بالألباب ويجعل قلبك يهوي إليه وكأنه والدك أو جدك.
هو والد الأسير عبدالله البرغوثي، أطول الأسرى محكومية بــ67 مؤبدا، ما زال وجهه مشرقا بالأمل بالله بالرغم من التجاعيد التي تغزوه، وقامته تنتصب عالية بالرغم من احدوداب ظهره.
فيه تجد لوحة بشرية تجسد معاناة الشعب الفلسطيني التي برغم قساوتها لم تفت في عضده، بل ما زال يتطلع الى وعد الله بإحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة
فيه آية ربانية في المحبة التي زرعها الله في قلوب الآباء للأبناء وكيف أنهم ثمرة قلوبهم وعماد ظهورهم وأن أقسى ما يمكن لأب أن يجده هو الحرمان من أبنائه فقد سئل البرامكة في السجن: ما أكثر ما عانيتم؟ قال: ما وجدناه من فراق أبنائنا.
في ألمه تقرأ جبروت المسؤولين الذين يملكون أن يغيروا ويحركوا قضية الأسرى، ولا يفعلون بقلوب باردة وضمائر ميتة لا تخاف أن تُحرم من أولادها يوما قصاصا عادلا لمن اكتوت قلوبهم وذابت أجسادهم وفنيت أعمارهم في انتظار نظرة وحضن ولو أخير قبل الانتقال الى رحمة الله، ولكن الأحداث علمتنا أن قلوب المسؤولين عليها ران لا يؤثر فيها دمعة أم، ولا استغاثة أب بل هم سادرون في غيهم بقلوب لا تعرف الرحمة، فمبارك البائد مات حفيده وهو يحاصر أطفال غزة وما تأثر ولا فكر ولا راجع نفسه، وحسون المفتي مات ابنه وما رق فؤاده لأطفال سوريا الذين يذبحون من الوريد الى الوريد بل هو ماض في ركاب القتلة يفتري على الله الكذب.
الحاج والد عبدالله البرغوثي أخذ بالأسباب كبقية أهل الأسرى فما ترك بابا الا طرقه ولا طريقا الا سارها، بالرغم من أن المسؤولين لم يراعوا كبره وشيبته، حتى أنه بجسده النحيل يصوم حتى يشاطر ابنه وأبناءه جميعا من الأسرى شيئا من الجوع والنصب.
ولكن في صلاته تجد خروجا من عالم البشر والوسائل وتعلقا بالقدير الجبار يشكو إليه بثه وحزنه على فراق يوسفه ويعلم أن الله ناصره ومعينه وهو سبحانه سيخرج عبدالله من غيابة الجب ووحشة العزل ليرده إليه مكينا أمينا، في بسمته المنشرحة بعد الصلاة تقرأ بشارات النصر وأن الله "غالب على أمره ولكن الناس لا يعلمون".
الأسر مأساة لا تنال الأسير فحسب بل تضرب في سويداء قلب المحبة والعطف الإنساني في قلوب الأمهات والأباء اللهم اجبر كسرهم وأزل حسرتهم وأبدلهم برؤية ابنائهم أحرارا قرة عين وطمأنينة قلب. ( السبيل )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات