الفرق بين الأعطية والميراث

تم نشره الإثنين 14 أيّار / مايو 2012 07:45 مساءً
الفرق بين الأعطية والميراث
يوسف المومني

كثير من الناس ممن يرث مقولات شعبية خاطئة ,أو يتجاهل أمور الدين التي لا تروقه ,أو يجهلها, يقع في خطأ فادح يكون به قد أخطأ في توزيع الحقوق المستحقة للأبناء من مال الآباء منطلقين من مقولة لا دينية في بعض الأحيان تقول(من حكم بماله فما ظلم).

الأمر يخلط به الناس بين الميراث من جهة وبين الأعطية التي يهبها الآباء للأبناء ,فالميراث تعريفه ما يتركه الميت بعد وفاته ,وهذه قسمها الله بنفسه ولم يتركها للبشر لأنه جل جلاله يعلم طبيعة البشر التي قد تظلم ولا تعطي بعدالة,فأعطى "للذكر مثل حظ الأنثيين ".النساء 11

وأما الهبة التي يعطيها الآباء للأبناء حال((( حياتهم))) فلا يجوز أن يكون فيها إلا العدالة والتساوي بالأعطية فالبعض يعطي الابن الأكبر دون إخوانه الصغار أو قد يعطي الذكور دون الإناث,أو قد يعطي للذكر مثل حظ الأنثيين ظانَّاً أنه بذلك قد عدل ,ولكن في حقيقة الأمر هو قد ظلم لأن الأعطية في حال الحياة للذكر مثل حظ الأنثى وللذكور والإناث مثل حظوظ بعضهم البعض.

والكثير من الناس يدافع عن فعله هذا بدفاعات لا أساس لها في الدين كقوله من حكم بماله فما ظلم , نقول له المال مال الله وأنت مستخلف عليه ولا يجوز لك أن تتصرف فيه بهواك ,أو قد يقول البعض لن أعطي لابنتي حتى لا يدخل زوجها الغريب بين أبنائي فيعطي الإناث أرضاً لا تنبت ولا تصلح لشيء ولا تساوي ثمناً ويقول (أرضيت البنات) ويعطي للذكور الأرض المثالية,نقول لهذا لا يهم أن ترضى البنات بل المهم أن يرضى الله جل جلاله ويكون رضاه بالقسمة الدينية العادلة في حال التوزيع في حياة الانسان وقبل مماته وهي لكل شخص مثل الآخر , وقد يسأل البعض ما دليلك نقول:

روى النعمان بن البشير رضي الله عنهما قال :تصدق علي أي ببعض الصدقة ,فرفضت أمي عمرة ابنة رواحه وقالت والله لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فانطلق أبي الى النبي عليه الصلاة والسلام فأخبره الخبر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفعلت ذلك بولدك كله " قال لا قال: "إذاً فلا , اتقو الله واعدلوا في أولادكم " .

فلنرى كيف فعلت الصحابية الجليلة والدة النعمان برفض الظلم في توزيع المال ولنقارنها ب(عجايز) اليوم التي تجبر ابنتها على ترك الميراث وتهديدها أن أشقاءها لن يزوروها لا بالعيد ولا بالمجيد إذا أخذت حصتها ولم تسامح أو تهددها بأن أخوتها لن يقوموا ب(عزيمتها )في رمضان وبالتالي لا عين ترفعها أمام زوجها اذا ما قاطعوها إخوانها فتقوم بالتالي الأخت بالتنازل لقاء بقاء إخوانها على صلة بها , ولنرى كيف هي فتوى رسول الله للأمة بعدم جواز الأعطية إذا كانت بغير عدالة , والأهم هو أن البشير امتثل لأمر النبي ورد ما أعطاه للنعمان لأنه لا يستطيع ان يعطي إخوانه مثله ,فهل من ممتثل لأمر الله و النبي عليه الصلاة والسلام ؟؟؟؟!!!!


رئيس منتدى الجنيد الثقافي وإمام مسجد عبين الكبير



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات