الفرق بين الأعطية والميراث
كثير من الناس ممن يرث مقولات شعبية خاطئة ,أو يتجاهل أمور الدين التي لا تروقه ,أو يجهلها, يقع في خطأ فادح يكون به قد أخطأ في توزيع الحقوق المستحقة للأبناء من مال الآباء منطلقين من مقولة لا دينية في بعض الأحيان تقول(من حكم بماله فما ظلم).
الأمر يخلط به الناس بين الميراث من جهة وبين الأعطية التي يهبها الآباء للأبناء ,فالميراث تعريفه ما يتركه الميت بعد وفاته ,وهذه قسمها الله بنفسه ولم يتركها للبشر لأنه جل جلاله يعلم طبيعة البشر التي قد تظلم ولا تعطي بعدالة,فأعطى "للذكر مثل حظ الأنثيين ".النساء 11
وأما الهبة التي يعطيها الآباء للأبناء حال((( حياتهم))) فلا يجوز أن يكون فيها إلا العدالة والتساوي بالأعطية فالبعض يعطي الابن الأكبر دون إخوانه الصغار أو قد يعطي الذكور دون الإناث,أو قد يعطي للذكر مثل حظ الأنثيين ظانَّاً أنه بذلك قد عدل ,ولكن في حقيقة الأمر هو قد ظلم لأن الأعطية في حال الحياة للذكر مثل حظ الأنثى وللذكور والإناث مثل حظوظ بعضهم البعض.
والكثير من الناس يدافع عن فعله هذا بدفاعات لا أساس لها في الدين كقوله من حكم بماله فما ظلم , نقول له المال مال الله وأنت مستخلف عليه ولا يجوز لك أن تتصرف فيه بهواك ,أو قد يقول البعض لن أعطي لابنتي حتى لا يدخل زوجها الغريب بين أبنائي فيعطي الإناث أرضاً لا تنبت ولا تصلح لشيء ولا تساوي ثمناً ويقول (أرضيت البنات) ويعطي للذكور الأرض المثالية,نقول لهذا لا يهم أن ترضى البنات بل المهم أن يرضى الله جل جلاله ويكون رضاه بالقسمة الدينية العادلة في حال التوزيع في حياة الانسان وقبل مماته وهي لكل شخص مثل الآخر , وقد يسأل البعض ما دليلك نقول:
روى النعمان بن البشير رضي الله عنهما قال :تصدق علي أي ببعض الصدقة ,فرفضت أمي عمرة ابنة رواحه وقالت والله لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فانطلق أبي الى النبي عليه الصلاة والسلام فأخبره الخبر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفعلت ذلك بولدك كله " قال لا قال: "إذاً فلا , اتقو الله واعدلوا في أولادكم " .
فلنرى كيف فعلت الصحابية الجليلة والدة النعمان برفض الظلم في توزيع المال ولنقارنها ب(عجايز) اليوم التي تجبر ابنتها على ترك الميراث وتهديدها أن أشقاءها لن يزوروها لا بالعيد ولا بالمجيد إذا أخذت حصتها ولم تسامح أو تهددها بأن أخوتها لن يقوموا ب(عزيمتها )في رمضان وبالتالي لا عين ترفعها أمام زوجها اذا ما قاطعوها إخوانها فتقوم بالتالي الأخت بالتنازل لقاء بقاء إخوانها على صلة بها , ولنرى كيف هي فتوى رسول الله للأمة بعدم جواز الأعطية إذا كانت بغير عدالة , والأهم هو أن البشير امتثل لأمر النبي ورد ما أعطاه للنعمان لأنه لا يستطيع ان يعطي إخوانه مثله ,فهل من ممتثل لأمر الله و النبي عليه الصلاة والسلام ؟؟؟؟!!!!
رئيس منتدى الجنيد الثقافي وإمام مسجد عبين الكبير