حرب الحرية والديمقراطية
خاض المواطن العربي في بعض الدول العربية حربا ضروسا لأجل الحرية والديمقراطية والبعض من هذه الشعوب شارف على الانتصار والبعض الأخر خسرها بسبب تسلق المتسلقين وتحويلها من حرب كلمة حق إلى سلاح قاتل يصوب إلى صدر جندي يحرس الحدود أو في وجهه الأعين التي تسهر لتنام عيون الأمهات ، لم يكن الهدف الرئيسي من هذه الحروب إسقاط أنظمة بل لتحقيق حرية وديمقراطية وقليل من الكرامة ، أن التدخلات الداخلية والخارجية تحاول تغيير أهداف تلك الحروب الشعبية وتلويث نبلها بإسالة الدماء من قبل مندسين لتتحول المطالب من تعديلات دستورية وديمقراطية وحريات وتعددية وكرامة وسلمية إلى تغيير أشخاص وأنظمة بدل أنظمة وحرمان المواطن من تحقيق أهداف حربه الشريفة ، مما أبكى المواطن الشريف صاحب الحرب الحقيقية وندمه لمشاركته في إسقاط نظام وتركيب نظام آخر قد يكون أكثر فسادا من النظام السابق .
بعض أنظمة الدول العربية وإنا هنا لست بمحامي للدفاع عنها إلا أنها قدمت تعديلات دستورية فورية وتتناسب مع مطالب مواطنيها وكشفت لهم حقائق مثيرة لم يكن يعلمها المواطن بل وعلى العكس أشركت كل فئات مكوناتها الشعبية في القرارمن خلال تلك التعديلات الدستورية وكافحت الفساد وسنت قوانين عصرية تتعلق بالديمقراطية التي تساهم في بناء الحياة الطبيعية والشراكة الحقيقية بين المجتمع والدولة ممثلة بالنظام ، مما شيطن بعض الجهات التي لم يرق لها هذا الحال وباتت تستخدم كل قوتها لإيصال تلك الأنظمة إلى الانهيار التام لإسقاط الدولة وفقدان الأمن لصالح جهات خارجية تنتمي لها جهات وأحزاب وشخصيات متسلقة لا تختلف في موقفها عن موقف الذين رفضوا العرض الالهي عندما قال لليهود هذا المن والسلوى أنزلته من السماء لكم فتمتعوا بأكلها فقالوا له بل نريد البصل والقثاء لم يكن هدفهم ماذا يأكلون بل كان هدفهم الكفر وقتل الصالحين وخلق الفتن وهكذا تقف بعض المعارضات والجهات في الوطن العربي في ردها على أي تعديلات دستورية او إصلاحات سياسية أو اقتصادية إنهم لن يقبلوا بأي إصلاحات مهما عظمت ولن يقبلوا بأي مشاركات لأنهم لا يريدون المشاركة في صنع القرار بل يريدون القرار كله ويستغلون الشرفاء لتحقيق أهداف غير شرعية للذهاب في البلاد والعباد الى الخراب .
غالبية الشعوب واعية جدا والإيثار الذي تتصف به حراكات الشعوب قزم هذه الجهات سواء كانت حزبية داخلية أو سفارات خارجية فرسالة الحرب التي يقودها المواطن العربي هي حرية وديمقراطية وليس حرب من اجل السلطة أو إسقاط نظام وتبديله بنظام آخر وهذا حق ومطلب مشروع و بسيط ويمكن تحقيقه بسهولة وقد اعترفت بعض الأنظمة العربية بأحقية هذه المطالب وضرورة تحقيقها وسارت بخطوات واثقة وحقيقية نحو إنصاف المجتمع في مطالبة وأصدرت تعليمات صارمة لأجهزتها الأمنية بعدم التعرض للمطالبين بالإصلاحات مما أدى إلى هدوء في الحراك او الربيع في تلك الدول وهنا يسجل انتصار كبير للشعب وللنظام ولأجهزته الأمنية التي استخدمت النعومة والليونة في التعامل مع كافة الاحتجاجات التي تطالب بالإصلاح والكرامة والديمقراطية بينما استخدم البعض الآخر القوة المفرطة ضد المحتجين والمطالبين بالإصلاح.
بقي إن نقول لراكبين الموجات و لمن يستندون على غير المواطن ولمن يأخذون الدعم من خارج الوطن ، ان المواطن العربي يقظ وواعي لكل الأحداث وتطوراتها وتبعيتها وتعلم كثيرا من الدول التي طالبت شعوبها بالإصلاح ، والانتصار للعقل ولمن قام بالإصلاح وبحث عن كرامة المواطن ومشاركته في صنع القرار والخاسر الأكبر هو ذلك الحزب أو الشخص الذي يحمل أجندات لا تتوافق مع حراك المواطن الذي غلبت عليه صفة الصمت والذي أصبح صاحب الكلمة الفصل والصوت المسموع