الطريق إلى مبادىء الأخلاق
بدأها رسول الله بقوله " إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق " فأين نحن من هذه الاخلاق التي جاء رسول الله متمماً لها... أفعالنا وممارساتنا لا ترضى بها الديانات السماوية ولن ترضي الا صاحب ضمير ميت لا يخاف الله, لم يتوقف رسول الله بهذا القول فحسب فقول رسول الله " الراحمون يرحمهم الله, ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء " ألم يأن أن نتخلق بهذه الأخلاق التي يحثنا رسول الله عليها, هي البداية دائما سابقة بكل شيء في خير البشرية من الله ورسوله, وفي الامس سار جلالة الملك على نهج الهاشميين في مبادىء الاخلاق, لم تثير فضوله التقارير التي تكشف الممارسات والانتهاكات في مراكز الرعاية والتربية الخاصة, بل أثارت غضبه وانزلته بزيارة مفاجئة لحفظ كرامة الوطن والمواطن الأردني الذي تنتهك حقوقه.
أيعقل أن يكون جلالة الملك مديراً في كل دائرة !! أنه لأمر غريبٌ عجيب, فكيف لهذا الملك أن يدخل أقل الدوائر لعدم مسؤولية مدرائها, ألآ من حقه أن يرى ما يرضيه في خدمة الوطن والمواطن , حتى تدوس هذه المراكز على كرامة الانسان وهي وجدت من اجل الرعاية والتربية والخروج بهذه الفئة التي ابتلاه الله في جسدها واطرافها, ألم يأن لأصحاب القلوب والضمائر الميتة أن يخافوا الله في عملهم.
انها رسالةٌ هاشمية يملأها الغضب على كرامة المواطن الأردني, وفي نص رسالته " جلالة الملك : لقد نذرنا أنفسنا لحماية الإنسان الأردني وصون كرامته، والدفاع عن حقوقه وتلبية احتياجاته " ليس غريباً على الملك ذلك ولكن الغريب أليس مدراء هذه المراكز بشرٌ فكيف آلت نفوسهم على فعل ذلك!! يبدو أن الحكومة أيضا بحاجة الى رسائل ملكية بكل صغيرة وكبيرة حتى تتابع احوال الوطن والمواطنين, وهذا ما نخشاه أن يكون الملك مديراً في كل دائرة فحينها من يحمل هذا الحمل الثقيل مع صاحب الجلالة, نحن دائما مع أبا الحسين, ولكن نريد من كل مسؤول داخل الوطن أن يخاف الله ويسعى الى خدمة وطنه ولا يبقى ظالماً حتى يزج في السجن, فحينها لن يرحمه أحد ولن يعفو عنه جلالة الملك, انها كرامة المواطن الأردني لن يهزها احدٌ, ويكفي ان الملك خرج غاضباً بالأمس حين شعر ان كرامة الاردني في الحضيض داخل فئة ضعيفة بحاجة الى العطف والحنان وليس الى انتهاك حقوقها.
هذا خطاباً الى اصحاب القلوب والضمائر الميتة, خطاباً لن يحيي ضمير من يقوم بهذه الممارسات ولن يحرك فيه ذرة ضمير, وانما يكفي بكل معتدٍ على هذه الروح الانسانية الضعيفة التي نصرها الله والملك أن تزج في السجون فهناك ضمائرهم تحيا وتتعلم كيف الحنان والعطف يكون بين الأنسان وأخيه.
شكراً جلالة الملك لما فعلته من تجسيد للروح الانسانية, حقاً انت ملك القلوب وملك الملوك بحبك لشعبك ولتقديسك للروح البشرية وكرامة الانسان في أي ظرف من ظروفه.
شكراً أيها الملك المفدى لرسالتك السامية التي تحيي ضمائرٌ ميتة انتهكت الكرامة الانسانية لأشخاص لولا نصر الله ونصرك لهم لكانوا يموتون ويقتلون باليوم آلاف المرات.
وشكرا للحكومة باستجابتها العاجلة لأوامر الملك التي جاءت في رسالته الى رئيس الوزراء الطراونة, والتي بدأت اخبار الخير تطل على هذه الفئة منذ صباح اليوم في تشكيل لجنة مراقبة وتفتيش لمراكز الرعاية والتربية الخاصة.
حقاً هذه الرسالة اغضبت الملك, وحقاً أبكت عيون الكثير من الأردنيين, ليت أصحاب الضمائر الميتة يختفون, ويختفي الظلم معهم.