"قانون الانتخاب بين الحكومة والنواب"

تم نشره السبت 19 أيّار / مايو 2012 02:15 صباحاً
"قانون الانتخاب بين الحكومة والنواب"
بسام حدادين

بعد مخاض عسير، ولد مشروع قانون د. عون الخصاونة الانتخابي. ولد المشروع يتيما؛ حتى الأب الشرعي له تخلى عنه، واعتبره "لا يمثل طموحاته".

"قانون عون" لم يكن حصيلة حوارات حكومية-نيابية-مجتمعية، بل محصلة "توافق" بين مراكز صنع القرار في الدولة. لذلك، حمل أفكاراً ذهنية مبتكرة لمعاندة الواقع، وجمع الشيء ونقيضه؛ بدلالة القائمة الحزبية المقيدة بسلاسل، والمقاعد التعويضية الأعجوبة. لكن للإنصاف، فقد غادر "قانون عون" مبدأ الصوت الواحد بنسخته الأردنية المشوهة، وفتح آفاقاً لفكرة القائمة الوطنية.

حكومة د. فايز الطراونة التي جاءت وعلى رأس مهامها "تعبيد" الطريق لإجراء الانتخابات النيابية، "نأت بنفسها" عن "قانون عون"، وألقت الكرة في ملعب النواب، بحجة أن مشروع القانون ملك للنواب الذين لهم الحق والولاية عليه وإخراجه وفق "إرادتهم".

لكن الرئيس المكلف استعد للدفع عن "قناعاته" تحت القبة البرلمانية، من دون أن يفصح علناً عن رأيه. واكتفى بتفجير "قنبلة صوتية" أعلن من خلالها أن "الصوت الواحد" لم يدفن، وأن على النواب أن يسمعوا رأي المحافظات ولا يكتفوا بسماع نخب عمان وحدها، في إشارة ضمنية إلى أن "الصوت الواحد" هو خيار المحافظات والعشائر الأردنية.

قنبلة الطراونة أربكت المشهد السياسي، ودفعت البعض للحديث عن قرار مركزي في الدولة للنكوص عن خيار الإصلاح، بدليل إحياء "الصوت الواحد" الذي نعاه حيا مشروع "قانون عون" الانتخابي. رحيل حكومة د. الخصاونة "المتهمة" بمحاباة الإسلاميين، ومجيء حكومة د.

الطراونة "المتهمة" بمجافاة الإسلاميين، أنعشا آمال النواب بالعودة إلى الصوت الواحد في الدائرة الانتخابية. وتغذى هذا الحنين بما أحدثته قنبلة د. الطراونة وارتداداتها.

فعقدت اجتماعات ضمت نخبا من النواب و"مفاتيح الرأي" النيابي. وشاركت شخصيا في اجتماعين بدعوة كريمة من الزميلين أيمن المجالي ومازن القاضي، "حارسي المصلحة الوطنية" وأبرز اللاعبين بصمت في الوسط النيابي. وقد دارت في الاجتماعين نقاشات معمقة، لم أشهد حوارات نيابية بينية بصراحتها وجديتها.

كان هدف النخبة النيابية المجتمعة (25 نائباً) هو التوصل إلى توافق نيابي حول مشروع "قانون عون" الانتخابي والحوار مع الآخرين حوله، بما في ذلك دوائر صنع القرار في الدولة والمعارضة الإسلامية وحلفائها. وتحدث البعض عن عرض ذلك في لقاء خاص أمام الملك.

الغالبية الساحقة من الحضور كانت تؤيد ما يلي، بنسب متفاوتة

1 - رفض الصوتين للناخب في الدائرة الانتخابية، ومنح الناخب صوتا واحدا فقط فيها، وإعطاء صوت آخر للقائمة النسبية الوطنية.

2 - فتح "القائمة العامة" الحزبية لتصبح حقاً للأحزاب والأفراد على حد سواء، مع الدفع برفع عدد مقاعدها من 20-25 مقعداً.

3 - رفض المقاعد التعويضية.

4 - زيادة المقاعد المخصصة لمحافظات عمان، والزرقاء، وإربد بما لا يقل عن عشرة مقاعد.

5 - ضرورة أن يتضمن القانون ترسيماً للدوائر الانتخابية، وأن لا يترك أمرها لنظام خاص تضعه الحكومة.

شخصياً، دافعت عن القائمة النسبية المفتوحة على مستوى المحافظة. أما إذا كان الخيار محصوراً في تحسينات على "قانون عون"، فأنا مع الصوتين للدائرة الانتخابية مع زيادة مقاعد القائمة الوطنية (25-30 مقعداً)، وأن تكون قائمة نسبية مفتوحة وليست مغلقة، وقبلت التحسينات الأخرى.

استنتج من "قنبلة الطراونة" والحراك النيابي الداخلي، بأن الجدل لم يحسم بعد في دوائر صنع القرار، وأن توافقات النواب المشار إليها سابقاً ستكون أساساً يبنى عليه. وربما جدل الصوت أو الصوتين للدائرة الانتخابية متروك للقادم من الأيام، ولحوارات الظل مع الإسلاميين.

لذلك، لم يعلن الرئيس المكلف عن موقفه النهائي، بانتظار أن يتشكل المشهد السياسي وموقف اللاعبين الأساسيين فيه؛ في الحكم وفي المعارضة على حد سوا.(الغد)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات