قلب العالم وقلب المتوسط

تم نشره الأحد 20 أيّار / مايو 2012 01:12 صباحاً
قلب العالم وقلب المتوسط
موفق محادين

لا يدقق كثيرون ومنهم بعض الاستراتيجيين الكبار, في استخدامهم وتوظيفهم لبعض المصطلحات, ومنها (قلب العالم) ويأخذ الحماس سياسيين ومفكرين عربا ويتحدثون عن قلب العالم بوصفها المنطقة العربية او الشرق العربي, كما يغيب آخرون مصطلحا آخر هو قلب المتوسط, فما هو قلب العالم وما هو قلب المتوسط, وما هي دلالات كل ذلك في الصراع الدولي والاقليمي الراهن..
قلب العالم (الهارت لاند) (الاسيو اوروبي) مصطلح جيوبوليتيكي توالى على تطويره واعادة انتاجه كل من البريطاني ماكندر والامريكي سبيكمان واعاد ستالين وبريجنسكي العمل عليه, الاول بعد الحرب الثانية بقليل, والثاني خلال الحرب الباردة..
وقد تم ربط المصطلح بين الصراع بين الامبراطوريات البرية (تركيا, روسيا, الصين) وبين الامبراطوريات البحرية (بريطانيا ثم امريكا) فمن يسيطر على قلب العالم يسيطر على العالم, من زاوية الجغرافيا السياسية والجغرافيا الاقتصادية (مناطق وطرق النفط والغاز والموارد الكبرى الاخرى).
وفيما تولى الصين اهمية خاصة لاستعادة طريق الحرير, بدلالتها المتنوعة فان ما يميز عهد الرئيس بوتين نزعته الامبراطورية الروسية لاحياء الدور الروسي فيما يخص قلب العالم.
ويحتل الساحل السوري التاريخي مع السويس اهمية خاصة في الصراع على قلب العالم وكان اول من وصف هذا الساحل مع امتداده المصري على طول سيناء بقلب المتوسط بطليموس ثم الادريسي, لاهميته في التجارة العالمية ونهوض وانهيار الامبراطوريات العالمية, فكل هذه الامبراطوريات ولدت واندثرت بين قلب البحر المتوسط وقلب العالم, وعلى حد تعبير احدهم, بين ممر خيبر في افغانستان وممرات الاورال والهضاب الشرقية للبحر المتوسط وممرات صحراء سيناء.
في ضوء ما سبق, فان متابعة وتفسير الابعاد السياسية الراهنة لما يشهده العالم برمته ليس بعيدا عن هذه الخلفية, سواء على المستوى الدولي (الصحوة الروسية والحملة الامريكية على بوتين, والصعود الصيني وطريق الحرير الجديد وتجمعات البريكس وشنغهاي.. الخ), او على الصعيدين العربي والاقليمي خاصة سورية وما تمثله من جسر بين القلبين, قلب العالم وقلب المتوسط, وبين الطريقين, طريق الحرير والنفط وطريق الغاز من بروم الروسي الى الاكتشافات الهائلة على امتداد الساحل السوري التاريخي, وهو ما يعني ان الشرق العربي اليوم امام خيارين: تسوية ملائمة لكل الاطراف او حرب عالمية ثالثة..
( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات