أحجية تحتاج الى حل

تم نشره الإثنين 21st أيّار / مايو 2012 12:48 صباحاً
أحجية تحتاج الى حل
رحيّل غرايبة

عندما أقدمت الولايات المتحدة على شن حرب القرن على العراق, إشباعاً لنهم المحافظين الجدد المتصهينين بالمجد الإمبراطوري, ولتأمين مصالحهم النفطية وحماية الكيان الصهيوني ومطاردة ما يسمونه "الإرهاب الإسلامي", وقفت كل القوى السياسية العربية الإسلامية ضد هذا العدوان الأمريكي الغاشم المتستر زوراً وبهتاناً بتدمير أسلحة العراق الإستراتيجية وأسلحة الدمار الشامل على حد زعمهم.
أوجد الأمريكان نظاماً جديداً لدولة العراق يقوم على المحاصصة الطائفية وتقسيم الشعب العراقي وإثارة نوازع الفرقة المذهبية والعرقية بين العرب والأكراد وبين السنة والشيعة والتركمان والأشوريين والمسيحيين, واستولت الطوائف المسلحة والمليشيات المدربة على الحكم برعاية أمريكية ايرانية, وتخاذل عربي وتواطؤ عالمي شامل.
النظام العراقي الجديد الذي يغذي الحقد المذهبي ويؤجج الفتنة الطائفية يمثل طعنة جديدة في خاصرة الوطن العربي الرخوة التي يحاول أن ينفذ منها كل الطامعين والطامحين الى اقتسام السيادة وتنازع السيطرة على هذه المنطقة المنكوبة بأنظمتها العاجزة وزعامتها المترهلة التي أذلت شعوبها, وفرطت بحقوق مواطنيها وحرست الفرقة والضعف والتخلف والهزيمة النفسانية والثقافية ولم تستطع الدفاع عن مصالح شعوبها وحدود أوطانها.
لقد عمد حكام الطوائف في العراق الى حل الجيش العراقي ومارسوا كل أنواع القتل والإرهاب واغتيال العلماء والأحرار تحت مبدأ "اجتثات البعث", الذي ما زال فاعلاً بقانون وتشريع يتمسك به زعماء الطوائف بقوة, ويسعون الى تقسيم العراق وسلخه عن عمقه العربي, بعدما تم تحييده من ميزان القوة في المنطقة وتجريده من كل عناصر قوته وفاعليته في الحاضر والمستقبل.
الأحجية تكمن في أن زعماء الطوائف الذين يحكمون العراق, وقفوا ويقفون بقوة مع النظام السوري "البعثي" ضد ثورة الشعب السوري الذي يطالب بحريته وكرامته وإعادة بناء الدولة السورية المدنية الحديثة التي تكون السلطة الحقيقية فيه للشعب, عن طريق تمكينه من انتخاب الرئيس والحكومة بحرية ونزاهة, وإرساء التعددية الحزبية والوصول الى مبدأ تداول السلطة بشكل سلمي وحضاري بعيداً عن سياسة القمع وسياسة الدم والتقتيل والتشريد.
وتزداد الأحجية غموضاً عندما يطالب رئيس الحكومة في العراق, بعدم التدخل الخارجي في الشؤون السوريّة, في الوقت الذي يدافع فيه عن الاحتلال الأمريكي للعراق بكل ما لديه من فصاحة وبيان.
والأحجية الأخرى تكمن في منطق الصمت على هذا التناقض من كثير من الذين يملأون الصفحات عن قومية النظام السوري وعروبته المحمي من إيران ويتناقضون مع أنفسهم في تبرير هذا الموقف, وقد كان النظام السوري على أشد أنواع العداء من العراق عندما كان محكوماً من حزب البعث العراقي العربي. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات