كلمة النائب جميل النمري باسم التجمع الديمقراطي

تم نشره الثلاثاء 22nd أيّار / مايو 2012 07:26 مساءً
كلمة النائب جميل النمري باسم التجمع الديمقراطي

المدينة نيوز – تاليا كلمة النائب جميل النمري التي القاها تحت القبة  باسم التجمع الديمقراطي :

ها نحن نقف هنا للمرة الرابعة لنناقش بيان الثقة لحكومة جديدة، فما الجديد في الأمر؟! لا شيء

لقد رحلت اول حكومة في عمر هذا المجلس بعد اربعين يوما على اعطائها الثقة ولم يكن لنا دور في قرار ترحيلها ولا رأي في حكومة البخيت التي خلفتها لبضعة اشهر، ولا مجيءحكومة الخصاونة ولا رحيلها بعد خمسة اشهر، حتى مجيء الحكومة الحالية التي نناقشالآن بيانها الوزاري فما معنى وجدوى مناقشة البيانات الوزارية لحكومات لا تدري هينفسها كم تبقى وما الذي تستطيع تنفيذه من برنامجها اذا كان لديها حقيقة رؤية وبرنامجايخصها، فبرنامج الحكومة هو مسألة بروتوكولية دستورية وليس برنامج اغلبية نيابيةحازت على الثقة من صناديق الاقتراع فالحكومة تأتي ومعها كتاب التكليف السامي الذييشكل برنامجها وهو تريبا يعكس مرحلة معينة تنسحب على الحكومات المتعاقبة وقد كانتحولية واصبحت فصلية مع الربيع العربي الذي نواجهه بنفس الطريقة اي تغيير الحكوماتبدل تغيير النهج والسياسات. وأخشى ما نخشاه ان تضاف ورقة تغيير المجلس النيابي لنفس اللعبة بعد استنفاذ ورقة تغيير الحكومات، بدل ان تكون تطبيقا للاصلاح

ان تغيير الحكومات المتواتربمعدل حكومة كل عام ظاهرة معروفة في الأردن وتمثل آليةبديلة لامتصاص التوترات والأزمات والضغوط وتدوير المناصب. ففي ظلّ النظام القديمتصبح اي حكومة يتيمة بعد بضعة اشهر من تشكيلها وسط بحرمن المناوئين وهم عمليا كلالموجودين خارجها. وهؤلاء الطامحين يمثلون المعارضة المكتومة والفعّالة التي تخلقمناخا مسموما حول الحكومة ينهكها بالهجومات الهامسة والتشريح والشائعات في المجالسوالصالونات. وهذه هي الآلية المكرسة للمنافسة وتجديد الفرص في ظلّ غياب آليةديمقراطية معروفة للتداول على السلطة التنفيذية حيث المساجلة الصريحة في وسائلالاعلام بين البرامج والسياسات وفي النهاية الاحتكام الى صناديق الاقتراع

ان الآلية المأزومة لادارة شؤون الحكم واضحة ومشخصة منذ سنوات وهي المستهدفة بالاصلاحالسياسي، لكن على ما نرى فان هذه الآلية نفسها استخدمت في مواجهة الحراك الشعبي والضغوط من اجلالاصلاح، ونعني تغيير الحكومات بدل تغيير النهج. والا ما معنى ان يواجه هذا المجلساربع حكومات كلها كانت تشكل بنفس الطريقة العقيمة! وسيكون لدينا حكومة خامسةاذا حل المجلس هذا العام ! ولذلك لم اكن متحمسا شخصيا لتغيير أي حكومة منذ اولحكومة وجدناها امامنا في مجلس النواب المنتخب، فالقضية كانت تتعلق بالقرار السياسيلأخير الذي يقع خارج دائرة المجلس الوزاري. فالوزراء بالأساس لا يعتبرون انفسهماصحاب قرار سياسي باستثناء الرئيس وهو شريك مؤقت يعمل في بيئة معادية غالبا لأن كلالأطراف الأخرى تريد باستمرار وغريزيا توسيع دورها وهامش سلطتها على حساب الحكومة.ولن يحلّ الاشكال الا حكومة مستندة بثقة واعتداد الى اغلبية منتخبة من الشعبمسؤولة امامه وتعيش كل لحظة تحدي النجاح في المهمة الموكلة اليها كفريق سياسي

ماالذي سيناقشه مجلس النواب في البيان الوزاري، وما الجديد لدى هذه الحكومة، وماقيمة التصويت على الثقة؟ لا شيء على الاطلاق. فالقضية كلها ليست هنا ولم تكن هنامع كل أسف فكلها مسألة برتوكولية شكلية أكانت البيانات الوزارية أوتصويتات الثقة ابتداءمن أول حكومة في عمر هذا المجلس التي حصلت على 111 صوت ثقة! فرحلت هي وبقي للمجلسسمعة ال111 ثقة

وبيان الحكومة الحالية لا يقول شيئا عن هذه القضية الجوهرية للإصلاح بل ان الانطباع لدى المراقبين – ونحن نسعد لو تكذبه الوقائع - يقول أن هناك توجها تراجعيا عن الاصلاح. الرئيس يقول أن مهمة هذه الحكومة هي "تعبيد الطريق " الى الانتخابات النيابية القادمةوفق قانون يحظى بأعلى قدر من التوافق الوطني. ونحن نقول هذا لا يكفي. نريد تأكيداحاسما ان هدف الانتخابات المباشرهو انهاء عصر الحكومات غير المنتخبة

ان رزمة التشريعات السياسية اكتملت تقريبا وآخرها قانون الانتخاب الذي ارسلته الحكومةالسابقة، والحكومة الحالية لا تنوي سحبه وتفضل ترك الكرة في ملعب النواب لكن الأمرلن يترك عمليا فدوائر القرار ستجهد لانفاذ تصورها الذي لم يحسم بعد ولن نعرف أينوكيف سيتم حسمه، لكننا نعرف ان الصدى سيكون واضحا وربما حاسما في مجلس النواب كماكان الحال مع قوانين وملفات اخرى بما في ذلك ملفات الفساد

اننا نحذر كل من ينظّر لمقولة تجاوزعنق زجاجة الربيع العربي دون اصلاح ديمقراطي حقيقيأو بالتوقف عند بعض الانجازات مثل التعديلات الدستورية ونقابة المعلمين. ان محترفيالدفاع عن سلطات الملك لا يخدمون الملك ولا المملكة بل يريدون حجزنا وراء العصر. هؤلاءيستسيغون طريقة الحكم بأوامر من فوق عليهم. وقد صدف انني اخبترت مؤخرا قصة الأوامرمن فوق في شأن يخصني وقد تقصيت وفشلت في معرفة اين وكيف ولماذا اتخذ قرار بائسوسخيف وكنت افترض أنني في موقع يتيح لي ان اعرف واصحح لكن عبثا وما اقعدني وجعلني اعض على غضبي واسكت هو وجود ما يخصني ولكن كم من القرارات تؤخذ مهما كانت خائبة او مؤذية واحيانا مدمرة فلا مساءلة عليها ولا مؤاخذه لانها تحدث في الطوابق العلوية الخارجة على كل مساءلة وتدقيق . اما في الجانب الاقتصادي فترث الحكومة وضعا استثنائيا يتطلب بالفعل إجراءات استثنائية ونقدر القرارات التقشفية للحكومة ونأمل الالتزام بها بكل جد لكن الأزمة تحتاج الى برنامج ورؤية كاملة مختلفة لا تعيد نفس برنامج التصحيح الذي دفع المواطن ثمنه ثم عندما عاد الازدهار الاقتصادي حازت القلة على عوائده بفعل السياسة الاقتصادية او الفساد حتى عدنا مع الأزمة العالمية والسياسات الخاطئة الى موقع شبيه او أسوا بالوضع قبل عقدين. وناهي الحكومة وقد وصلت السكين الى الرقبة تعلن نية العودة الى تصاعدية الضريبة على الدخل الذي نطالب به من سنوات. لن أناقش خطة رفع الأسعار المدحرجة لكن يدهشني التفكير بتدفيع الشعب ثمن ازمة ليس مسؤولا عنها دون اصلاح سياسي يعيد القرار له هذه وصفة لصنع ثورة وليس لحل الأزمة ولذلك فان رؤية جذرية شاملة لللإصلاح السياسي الاقتصادي الاجتماعي هي الحل وستجد الحكومة اننا سنقدم كل فكرة وكل مشروع لخدمة هذا البرنامج لكننا بصراحة لا نشعر ان هذه حكومة إنقاذ وتغيير شامل بل هناك انطباع باننا بصدد طي البساط الذي فرده الربيع العربي بما في ذلك طي ملف مكافحة الفساد تحت . اننا لا نرى حتى تصورا لموضوع انتخابات البلدية وهي ملزمة قبل منتصف أيلول. وإنني احذر وتسمع الحكومة جيدا ان البلديات التي تطلب الفصل ومستحقه لن تقبل الذهاب الى الانتخابات في ظل الدمج ولتتعض هذه الحكومة مما جرى لحكومة البخيت. وسوف انهي بمثال لنبذ الأساليب الملتوية والمراوغة وغياب الشفافية والمؤسس سيئة كنت قد وجهت سؤالا للحكومتين مائتين ولمواحصل على إجابة وها أنا أكرره علنا لهذه الحكومة التي قررت خصم ٢٠/ من رواتب الوزراء لأسأل هل ما زال الوزراء يحصلون على دفعات تحت مسمى مكرمة ملكية لا يقل معدلها الشهري عن اربعة آلاف دينار غير الراتب المعلن . ويستحسن ان ترد الحكومة بوضوح لأنني سأحول السؤال الى استجواب وليس في هذا المثال فقط فمهوم المكرمات كله بات من اخارج العصر والمؤسسية الديمقراطية وهو مدخل لابقاء الغموض والشك ومفاهيم الواسطة والمحسوبية وتفاوت الحظوة في كل مجال ابتداء بموضوع المنح والمقاعد الجامعية. نقول كفى كل ذلك يجب ان يتغير وعلى المسؤولين والناصحين ان يتقواىالله في البلد وقيادة البلد فيشرعوا بجرأة في مشروع الاصلاح الشامل حمى الله الأردن وشعب الأردن وملك الأردن والسلام عليكم ورحمه الله

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات