محنة رئيس مصر القادم

تم نشره الأربعاء 23rd أيّار / مايو 2012 10:56 صباحاً
محنة رئيس مصر القادم
يذهب المصريون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أول رئيس ديمقراطي لبلادهم. وكما يحلو للبعض، فمن المفترض أن يكون رئيس مصر القادم أول رئيس منتخب ديمقراطياً منذ سبعة آلاف عام.الخطوة التي يشيّدها المصريون اليوم لا تقل أهمية عن لحظة انفجار الثورة قبل 17 شهراً. فاللحظة التاريخية الأولى شكلت نقطة توجت نضال سنوات ضد الفساد والتبعية، واللحظة الراهنة هي الانطلاقة الحقيقية لبناء نظام جديد، لا تتوقف أهميتها على المصريين وحدهم، بل هي لحظة تحول حقيقي في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، حيث تشيد في هذا الوقت أكبر ديمقراطية عربية، وأكبر ديمقراطية في الشرق الأوسط.
رئيس مصر القادم لن يكون شخصية تاريخية وحسب، بل مطلوب منه أن يُدخل مصر مرحلة تاريخية جديدة. يحدث ذلك وسط اشتباك سياسي واستراتيجي محلي وإقليمي ودولي، يصطف حول ضفاف النيل. هنا يبدو حجم محنة الرئيس القادم الذي سيجد نفسه في مواجهة هذا الاشتباك، وفي مواجهة تحديات عميقة على رأسها إعادة بناء الدولة المصرية المعاصرة؛ اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً. وكل مهمة تحتاج تضحيات ورؤى ومعركة على الأرض، أقلها المواجهة الاقتصادية؛ إذ تحتاج مصر صباح كل يوم نحو مئة مليون دولار لسد عجز الموازنة، والذي من المتوقع أن يتجاوز مع نهاية العام عشرين مليار دولار.
اندفاع الإسلاميين إلى معركة الرئاسة، بعد وعود طويلة بترك رئاسة الجمهورية هذه المرة والاكتفاء بالبرلمان والحكومة، ووصولهم اليوم إلى مواقع متقدمة في المنافسة، قد يدخلهم ويدخل الإسلام السياسي وهو في قمة ازدهاره في ورطة تاريخية، عنوانها الأساسي في المغامرة التي قد تصل إلى المقامرة. يتمثل ذلك في مدى القدرة والإرادة على إحداث فرق حقيقي يرتقي إلى مستوى تطلعات الشعب المصري الذي فجر الثورة، وسط كل هذه التحديات والصعوبات المزمنة.
هذه المغامرة التاريخية من المحتمل أنها ستحرم الإسلاميين من المناورة بين الفشل والنجاح والموارد السياسية والاستراتيجية المتاحة، حينما عمدوا إلى وضع كل بيض السياسة المصرية في سلتهم فقط، ولم يشاركوا الآخرين، حتى في تحمل نتائج الفشل أو التعثر الذي يجب أن نتوقعه أكثر من النجاح.
عشية الانتخابات، حذر الأستاذ محمد حسنين هيكل الرئيسَ القادم مما سماه غواية الحماس لتصحيح أخطاء تاريخية بضربة واحدة. ويقصد بذلك أن مصر والإقليم غير مستعدين لتحولات استراتيجية مفاجئة وسريعة، وأن الاقتراب من هذه الساحة سيجعل مصر تدفع الثمن وحدها، منوهاً إلى أن سيناء ما تزال رهينة عند الإسرائيليين، فيما تشير القراءات الاستراتيجية إلى تحولات كبيرة على الحدود المصرية الغربية التي سوف تتشكل بصورة أوضح خلال الأيام القادمة في العلاقة التي تنسج وتثبت على الأرض بين ليبيا الجديدة وحلف الناتو.
رئاسة مصر في المرحلة القادمة محنة حقيقية تنتظر أول رئيس سوف يحكم البلاد، ومحنة حقيقية لأي تيار سياسي. ومن الحكمة توسيع قاعدة تحمل المسؤولية، فمصر أكبر من هؤلاء ومن أولئك.  ( الغد )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات