الصهاينة يدنسون الأقصى من جديد ... لك الله يا قدس
بأي لغة أتحدث عنك وبأي وجه خجول أنظر إليك ... وبأي جرأة أو وقاحة أبرر صمتي ... وماذا أفعل يا عذراءنا المغتصبة أمام عيوننا دون أن نستطيع أن نتجاوز حدود الكلام والشجب؟!؛ لأن هناك ديوثين وعملاء تاجروا بدماء أبطالك وقيدوا أيدينا عنك ورضوا بالذل والصغار والهوان ... باعوا كل شيء مقدس بعرض دنيء من دنيا زائفة ... بدولارات ملطخة بالعار ومنصب لا يدوم تخلوا عن كل كرامة وشرف ... ماذا أقول لك يا طهارة مسلوبة ويا حرية مقيدة ويا ملتقى الأنبياء ويا قبلتنا الأولى ويا من لا تشد الرحال إلا إليك بعد المسجدين الحرام والنبوي ... إليك قلبي يهاجر كل يوم ويبكي على مشارفك وينادي على الفاروق "عمر " وعلى الفارس "صلاح الدين " ... فأرجوهم وأتوسل إليهم أن يغيثوا القدس فلم يعد في زماننا هذا رجال كأمثالهم أو حتى كجزء بسيط منهم.
سنبقى يا قدس غارقين بعارنا وموشحين بذلنا ما دمت تحت وطأة هذا الإحتلال الغاشم ... عذرا يا قدس فقد إنشغلنا بغيرك عنك ... عذرا يا قدس فالمقاومة تحولت في معضمها إلى شعارات وسياسة والقليل منها ما زال يحلم بإعادتك يا أقدس الأماكن ... أسأل الله أن يبعث من رماد صمتنا نار تصب فوق رأس الصهاينة لتذيب هذا الكيان السرطاني عن صدرنا.... لكل هذا وأكثر أقول ... لك الله يا أقصى ... لك الله يا قدس ... لك الله يا فلسطين.
لقد شاهد العرب والمسلمين كما شاهد العالم أجمع إقتحام المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه من قبل مجموعة من شذاذ الآفاق ومن المغتصبين المتطرفين الصهاينة، ومع هذا للأسف لم تجد أي ردة فعل حقيقية لهذا الفعل الجبان... بل لقد وصلت الوقاحة بهؤلاء الشرذمة إلا أن طالب أحدهم عن طريق مذكرة في الكنيست بهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم مكانه ... وأنا متأكد أنه لو تم ذلك لا قدر الله فلن تتجاوز ردود البعض الشجب والإستنكار... لأنهم فرطوا فى شرف الأمة وراح بعضهم يغلب مصلحته على حساب قضية القدس بل وفلسطين كلها ... بل لا أبالغ إذا قلت أن هناك من يطلب ود اليهود ورضاهم على حساب الأقصى وعلى حساب فلسطين ... فلسطين القضية المركزية والأهم كما يتشدق الكثير ممن لا يجيدون إلا الإنشاء والفلسفة في المؤتمرات... فلسطين باتت في الفترة الأخيرة قضية لتحريك المشاعر أو اللعب بعواطف البسطاء لكسب هدف دنيوي بسيط عند غالبية من يتحدث عنها عربيا وإسلاميا وحتى داخليا هناك على أرض فلسطين الطهور.
إحزني يا قدس فيحق لك ذلك وإعتبي علينا ولك كامل العتبى ... ولكن أقسم لك بمن رفع السماء بلا عمد أنه سيأتي يوم يرزقنا الله بفاتح جديد يقودنا أو يقود أبناءنا أو أحفادنا لتحرير أرضك وكل أرض فلسطين إن شاء الله، فأسأل الله جل وعلا أن يهيأ لنا الأسباب لنعيدك يا مسرى حبيبنا ويا أرض محشرنا ومنشرنا والعالم أجمعين إلى حضن العروبة والإسلام فأنت عروسنا الغائبة وهل يكتمل الفرح يا حبيبتي دون عروسه.