15% من رواتبهم..نقطة نظام

تم نشره الخميس 24 أيّار / مايو 2012 01:07 مساءً
15% من رواتبهم..نقطة نظام
عمر عياصرة

أفلام التقشف التي نسمع عنها لن تحل مشكلتنا الاقتصادية أبدا، فالذين يتقشفون الآن كانوا يوما ولا زالوا سببا في صناعة الأزمة، فعلى أيّ الذقون يضحكون؟
الشعب الأردني لا يطالب هؤلاء ب15 بالمئة من رواتبهم لمدة محدودة، بل يطالب بحل المشكلة من جذورها، ولن يكون ذلك دون إعطاء هوية وطنية حقيقية للاقتصاد الأردني الذي سرق ونهب على مرأى ومسمع هؤلاء الكرماء، الذين قالوا لنا "خذوا 15 بالمئة من رواتبنا".
النواب كانوا آخر المتبرعين، وبنفس التسعيرة، ولعلهم يذكّرونا هنا بدورهم في تمرير قضايا الفساد وتبرئة الفاسدين وإقرار رواتبهم التقاعدية الباهظة في زمن العسرة الوطني.
الوطن وماليّته لا يحتاجان إلى هذه البهلوانيات التي تمهّد لرفع الأسعار وتؤسس لامتصاص الشارع تحت حجة أنّ كبار القوم جاؤوا على أنفسهم وحرموا أبناءهم من بعض الفتات.
تقليد هؤلاء لما فعله الرئيس الفرنسي الجديد حين قرر اختصار مصروفاته وحكومته بنسبة 30 بالمئة، هو تقليد مع الفارق الكبير.
فرنسا تملك اقتصادا له هوية وأدوات ويخلو من التشوهات البنيوية والفساد، فهم بعد أن أتموا إجراء اللازم الاقتصادي ذهبوا نحو التقشف.
أمّا نحن فلا حلول اقتصادية، والفساد لا زالت بيئته تنضج ومحمية، والرؤية الاقتصادية لا زالت قائمة على اتكاليات المعونات التي توفّر هامشا كبيرا للنهب، وبعدها يتقشفون ويحرمون أنفسهم من فضلة المال التي يجب أن تنزع منهم في الأصل.
نشكر ضباط الجيش على حسهم الوطني، ولكن هناك بدائل لما قاموا به يأتي على رأسها إعادة النظر في ميزانية الدفاع ووقف المصروفات الرأسمالية المتعلقة بالسلاح وغيرها.
الحكومة مطالبة بدل رفعها للأسعار وتقشفها التافه القادم من الرواتب، أن تضع خطة لهوية اقتصادية وطنية تقوم على القطاع العام وإسقاط نهج النيوليبرالية نهائيا والعمل على التحرر من قيد "المعونات هي الحل الأوحد".
نريد وضوحا وشفافية في كل ما يتعلق بملفات الاقتصاد، على الحكومة أن تقول لنا أين ذهب الأمر بقضية موارد، وما هي خطتها التقشفية المتعلقة بالمؤسسات المستقلة؟
لا تضحكوا على لحانا، فذقوننا باتت تملك أعيناً تكشف ما تعرفوه وما تحاولوا إخفاءه، أعيدوا تنظيم علاقة الدولة بمسؤوليها لتكون دولة وهم موظفون، لا أن تكون مزرعة وهم ناظريها، هنا يكمن الحل، والحل في رقابكم قد تقدّموه وقد يخنقكم من حيث لا تدرون.
(السبيل)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات