خطايا إدارية تشعل الحرائق...!

(مصعب) بين يدي ربه وفي الوقت الذي لا نؤيد ما اقدم عليه فانه قضى بعذابات الظلم والإقصاء والحرمان تاركا عائلة مكلومة الفؤاد تكابد اهوال الفقر واشباح الجوع بعدما طوحت بأمالها آلام الفاقة وقهر الزمان وعواصف الأحزان...
إن قصة هذا الشاب كما يرويها أترابه ووقائع احداثها تقرع أجراس الخطر وتنذر بعواقب وخيمة علينا جميعا أن نتدبرها لاسيما أن بعض المؤسسات ترى في العاملين مطية سهلة تكسر عليها عصاتها (الحيط الواطي)واما بذخها وثراؤها فبلا حساب لقد اقدمت هذه الشركة على فصل هذا العامل البائس بطريقة فيها استقواء واستعلاء وشهوة انتقام بعد ان امضى فيها سنينا من عمره لحقته فيها اصابة دائمة،لقد انهيت خدماته بذرائع واهية تصل الى درجة القتل عن سابق ترصد فلماذا تسد هذه الشركة كوى الامل امام انسان لا يملك من متاع الدنيا الى القليل...
من اوصل هذا الشخص الى هذه النتيجة المريرة التي اقضَت سكينتنا الوادعة بما عرف عنها من ايثار ورفق وتعاون تبددت هواء منثورا على مطامع مؤسسات تنفصل احيانا عن ادوارها الاجتماعية والتنموية والانسانية في تنازع وتضاد بين ارباب العمل والعمال الذين يحرقون اعمارهم واجسادهم المتضورة لتأمين عيش كريم، فهم لا يريدون ان يبنوا القصور وانما يبحثون عن رغيف يقيت ولا يميت وحبة دواء تسعف وسقفا يؤوي وجدارا يقبعون خلفه هامدين...
فالى متى ينثر الفقراء لوعتهم واحزانهم على صحائف الايام ليبقوا ذكرا تسكن قلوب الآباء والامهات حسرة وشكاءَ يرتفع الى السماء...
الحراكات المطلبية تتصاعد في ظل غلاء متوحش واصحاب قرار لا يسمعون ومع ان(الربيع) قد جال في كل الارجاء واستدار الى ان كثيرا من العقول قد اغلقت عن صوت الحق واوصدت القلوب عن سماع الانسان فينا مما فاقم من تأزم الاوضاع بعد ان اصبح جل هـم الكبار جمع الاموال وحشوها في الخزائن والارصدة...
ان النقابة المستقلة لشركة الكهرباء قد احسنت صنعا بوقوفها الى جانب مصعب واسرته ومطالبتها بضمان حق عائلته والحصول على تعويض مالي وراتب شهري محملة الشركة مسؤولية ما حدث بعد ان حاولت شق صفوف العمال والكيل بمكيالين...
وبالنتيجة فان الرسالة التي تبعثها مثل هذه المؤسسات تجعلنا في حالة دهشة واستغراب من مواقفها التي لا تفرق فيها بين الحقوق والواجبات الوطنية الملقاة على عاتقها وان بعضهم ما زال اسير عقلية الانفراد بامتلاك الحقيقة والصواب وعدم الايمان بالحوار وبوجهة النظر الاخرى طريقا لايصال مساراتنا الى نهاياتها المحموده بما يوفر الامن والسلام للجميع
( العرب اليوم )