وصمة عار جديدة في جبين بشار الأسد

تم نشره الثلاثاء 29 أيّار / مايو 2012 06:12 مساءً
وصمة عار جديدة في جبين بشار الأسد
إياد حماد

تضاف مجزرة الحولة إلى عشرات إن لم أقل المئات من المجازر التي ارتكبها النظام الأسدي بحق الشعب السوري على مدار أكثر من أربعين سنة وهذه المجازر الأخيرة جاءت لتحدث
أمام بصر وسمع المجتمع الدولي دون أن يتحرك ساكناً نحو نصرة الشعب السوري وما يحدث من قبل المجتمع الدولي يعد تكراراً وصورة طبق الأصل لسيناريو موقفه من المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل فنرى العالم عندها يساوي بين الضحية والجلاد ولا يصدر عنه أكثر من عبارات الشجب والإدانة والأسف لما يحصل من قتل ومجازر

وكما هو معلوم فإن النظام الإسرائيلي هو النظام المدلل للغرب لكن يبدو بأن النظام الأسدي أصبح ينافس إسرائيل في ذلك فها هو يرتكب أبشع صنوف القتل والتنكيل بحق العزل من أبناء الشعب السوري دون أن نرى تحركات دولية جدية لردع هذا النظام المجرم وبالطبع المجتمع الدولي يستطيع التحرك بعيداً عن مظلة مجلس الأمن كما حصل في كوسوفو والعراق سابقاً لكن
يبدو بأن المصالح الغربية من بقاء الأسد أهم بكثير من دماء السوريين

الأسد يقتل شعبه متذرعاً بأنه يقاتل عصابات مسلحة وهذه نفس الذريعة التي تستخدمها إسرائيل عندما تدك قطاع غزة بالصورايخ وبقذائف الدبابات ولا شك أن هذه الذريعة لا يصدقها أي عاقل أو من يملك في داخله ذرة من كرامة فأي عقل أو منطق يسمح لجيش مؤجج بالدبابات والمدفعية والطائرات قيامه بقصف الأحياء السكنية أو المدن بذريعة وجود عصابات مسلحة أو مجموعة متمردة عن النظام ؟!!

إن النظام الأسدي يمارس سياسة الكذب المتواصل ظناً منه بأن الناس لا يملكون العقول الواعية
والتي يستطيعون من خلالها تقييم الأحداث أو الوقوف على مجريات الواقع وبالطبع هو يستخدم في الترويج لكذبه مجموعة من الشبيحة عبر القنوات الفضائية والصحف وغيرها من وسائل الإعلام ليخرجوا علينا بأكاذيب لا يصدقها إلا من باع عقله لبعثية متعفنة أو قومية ملطخة بالدماء ومرتمية في أحضان فارسية قذرة

في الأمس خرج الناطق باسم الخارجية الأسدية المدعو جهاد المقدسي ليقول بكل فخر بأن النظام الأسدي لا يتحمل مسؤولية مجزرة الحولة فهل حقاً نظام بشار الأسد لا يتحمل المسؤولية ؟ بالتأكيد أنه المسؤول الأول والأخير فهو يزعم بأن العصابات المسلحة هي من قامت بارتكاب المجزرة وفي نفس الوقت يقول بأن قوات الأسد كانت تحاصر الحولة من خمسة محاور بالدبابات والمدفعية الثقيلة فماذا كانت تفعل الدبابات هناك ؟ فهل كانت تحمي الشعب السوري من العصابات ؟

فإن كانت تفعل ذلك فهي بالتأكيد قد فشلت فشلاً ذريعاً في حماية الشعب وبالتالي هي المسؤولة عن المجزرة في الدرجة الأولى وبالتالي كيف يحق لجهاد مقدسي أن يزعم بأن النظام الأسدي يتنصل من المسؤولية عن المجزرة فهو كمن يقول بأن نظام الأسد يتنصل عن واجبه في حماية الشعب السوري من العصابات المسلحة حسب ما يزعم بشار الأسد فإن تنصل عن حماية الشعب فليترك الأمر لغيره وإن كان لم يتنصل عن حماية الشعب حسب زعمه فليتحمل المسؤولية عن عجزه عن حماية الشعب السوري من العصابات المسلحة

بالتأكيد أن النظام الأسدي يتحمل المسؤولية عن المجزرة وهو لا يتحملها فقط من باب كونه عاجز عن حماية الشعب السوري بل من باب كونه أنه المسؤول عن ارتكاب تلك المجازر بحق الشعب السوري فالمدنيين الذين قتلوا في الحولة لم يقتلوا على أيدي عصابات مسلحة كما يزعم النظام الأسدي وشبيحته بل غالبية من قتل في هذه المجزرة قتل من خلال القصف بالدبابات والمدفعية الثقيلة وهذا ما أكده رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود وهو ذاته ما ورد في شهادات أبنا الحولة الذين نجوا من القصف

ولست أدري بأي عقل أو دين بعد أن تخرج عوائل الضحايا ومن شهدوا المجزرة ليشهدوا أمام العالم بأن من قتلهم هم قوات بشار الأسد يخرج علينا من أعمى الله عقله وبصيرته ليقول بأن الجماعات المسلحة هي من ارتكبت المجزرة فالأحياء السكنية التي يقصفها النظام الأسدي هي تطالب برحيل الأسد بل وإعدامه والجماعات المسلحة والتي هي عبارة عن الجيش السوري الحر والذي هب للدفاع عن تلك الأحياء يشارك أبناء تلك الأحياء الهدف والغاية المنشودة ذاتها وهي رحيل الأسد فكيف يعقل أن يقتل المعارض ابنه أو ابن عمه أو شقيقه ؟!!

إن النظام الأسدي وأبواقه يزعمون بأن النظام الأسدي يحارب القاعدة فهل يا ترى القاعدة تحارب بالدبابات والمدفعية ؟ إن القاعدة تحارب من خلال العمل الاستخباراتي في الدرجة الأولى وهو الكفيل في القضاء على خلايا التنظيم حيث وجدت وبالطبع خلايا التنظيم بحاجة إلى حاضنة شعبية لكي تستمر وفي ظل مزاعم بشار الأسد وأبواقه بأن الشعب السوري بمجمله مع الأسد وأن جيش الأسد يحارب القاعدة فما السبب لفشل نظام الأسد إلى الآن في القضاء على القاعدة ؟

الحقيقة بأن النظام الأسدي لا يحارب القاعدة ولو كانت حربه مع القاعدة لكان له النصر عليها منذ الشهر الأول لكن حربه مع الشعب السوري وهو لن ينتصر في هذه المعركة لأن الشعوب لا تعرف الهزيمة فهل يدرك بشار الأسد هذه الحقيقة ؟ ...


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات