.. تصدير الكارثة السورية: لبنان الضحيّة الدائمة!

تصدير الأزمة السورية الدموية إلى لبنان واردة. فهناك نوع من القناعة بأن توسيع المشكل هو توسيع لمساحة المناورة السياسية أو العسكرية. وبالتالي هو تقليل من كثافة العلقة الدموية!!.
اختطاف احد عشر لبنانياً كانوا يزورون العتبات الشيعية في إيران، كان مشروع انفجار تبدأ به مطالع الأزمة السورية المصدّرة. فقد خرجت جماهير الضاحية الجنوبية من بيروت للبحث عن المختطفين.. الذين هم بالضرورة.. سنّة!!. وقد بادرت قيادات حزب الله إلى إعادة الجماهير الغاضبة إلى قمقمها، وعمل سعد الحريري بكياسته المعروفة إلى الاتصال بالقادة الأتراك، وقيل وقتها إن المخطوفين نُقلوا إلى تركيا، وارسل طائرته الخاصة لإعادتهم إلى بيروت!!.
المخطوفون اللبنانيون الشيعة، اصبحوا بلا عناوين: فلا أحد يعرف إذا كانوا، فعلاً، في تركيا، أو انهم ما يزالون في سوريا. ولا يعرف أحد من اختطفهم أهو الجيش السوري الحرّ الذي نفى هذه الاشاعة، أو انهم مجموعات مسلّحة تنتمي لأحد الأحزاب الدينية السورية. أو أنه كما تقول قيادات الثورة مخطوفون من «الشبيحة» التابعين لنظام الأسد.. وهم بهذا الاختطاف إنما يحرضون على الفتنة في لبنان وخاصة بين السنّة والشيعة!!.
ملاحظة متوازية جرت في الرمادي غرب العراق، فقد كانت حافلة تقل تسعة لبنانيين كانوا يزورون العتبات في العراق، وهم في طريقهم إلى بلدهم عبر سوريا.. تعرضوا إلى تفجير إرهابي ادى إلى مقتل ثلاث حاجات وجرح الباقين لكنهم وصلوا إلى مطار بيروت على متن طائرة عراقية. فهناك من ربط اختطاف العائدين من إيران والعائدين من العراق.. باعتبارهم شيعة، وباعتبار الوسط الذي تعرضوا فيه للقتل والاختطاف .. هو وسط سنّي!!.
لبنان كان دائماً ضحيّة الديكتاتوريات العربيّة في كل ثوراته، وحروبه الطائفية من عام 1958، إلى اغتيال رفيق الحريري.. إلى الآن، ونظن أن أحداً لن يغامر في هذه المرحلة بالذات إلى ردّ كل شيء إلى الاستعمار وإسرائيل.
فمن الطبيعي أن تتآمر القوى الطامعة على كل قُطر عربي لكن ليس من الطبيعي أن يسقط مئات آلاف اللبنانيين والعرب ضحايا لحروب داخلية وعربية غير مفهومة إلا إذا كنّا نؤمن أن شعوبنا هي أداة للاستعمار والصهيونية.. وهذه كارثة لا يمكن قبولها!!. ( الرأي )