«علي الحلبي»..الجنة ليست لك وحدك

ذكّرني الشيخ على الحلبي في لقائه بالأمس مع جريدة الغد بالرئيس الأميركي بوش الابن حين قال مقولته الحمقاء "من ليس معنا فهو ضدنا وعدونا".
الشيخ يرفض الجميع ولا يعترف بأيٍّ من الحركات الإسلامية، فالمتحزّب على ضلالة والمجاهد كذلك، يرفض التقليدية وهو غارق بها حتى أخمص أذنيه، يعلن أنّه ومن هم على منطقه فقط الجماعة المسلمة، ويا عجبي.
أتمنّى على الشيخ أن يصنّف لنا أيضا أجهزة الدولة الأمنية منها والمدنية، ويقول لنا أهي على ضلالة، أم أنّها سلفية الطابع كما هو وأمثاله؟
يهاجم الحراكات بحجة الأمن الاجتماعي، وأتحدّى الشيخ إن كان يعي ما معنى أمن اجتماعي، وليقول لنا الشيخ حينها كيف نفهم هذا المصطلح مع هذا الكم الهائل من الخمّارات والتعري والمراقص والفقر والبطالة والجوع؟
يظهر الشيخ اليوم وللأسف في إطار سياق خادم لأجندة محددة هدفها النيل من الحراكات، وتدفعه هذه الأجندة لرفض المظاهرات، وليته يفيدنا أيقصد بالمظاهرات أيضا تلك التي كانت للولاء كما للمعارضة؟
نذكّرك يا شيخ أنّه حتى في تيارك هناك من يرفض منطقك ويعتبرك بدأت تشذّ عن قاعدة شيخك الألباني، ولعلّ هذا ما يخفف من حدة غضبي على شططك وهجومك على الإسلامي، وتركك لكل علماني ينام هنيئا مديدا.
من مفارقات الشيخ أنّه إبّان أزمة ليبيا وثورتها انحاز إلى القذافي ولي الأمر في حينها، لكنه اليوم يدخل السرور إلى قلوبنا بدعوته إلى مناصرة الشعب السوري على "وليّ أمره بشار"، ربما لأن السعودية تريد ذلك وهي وليّة أمر الكثيرين من السلفية التقليدية وللأسف.
أمّا حين سئل الشيخ عن حق الانتخاب، أفتى سريعا بجوازه، ولا غرابة في ذلك، فالدولة اليوم تشحذ همتها لمواجهة المقاطعة الشعبية المحتملة، وها هي أولى البشائر.
الانتخاب يا شيخ عمل سياسي، فلما تجيزه ولا تقبل في ذات الوقت بمجمل العملية السياسية، والتي يقف على رأسها موضوع الأحزاب.
أنا أحترمُ الفكر السلفي إلى الحد الذي أعتبرُ نفسي سلفيا بكل التطلعات، لكني لا أقبل على السلفية أن توافق على هذا التوظيف السياسي الخادم للإبقاء على الضلالات كما هي.
على الشيخ أن يتراجع، وأظنّه لن يفعل، وعليه أن يعتذر لكل ناشط سياسي اتّهمه هو بالضلالة، فلا تملك يا تلميذ الجهبذ الألباني أن تصنّفنا على خاطرك ووجدانك، فالجنة ليست ملكا لك ولا صكوك الغفران. ( السبيل )