الأردنيون: ليس لنا إلا أن نستخدم عقولنا!!

لا ينفع الانفعال ولا الرؤوس الحامية في لحظة الحاجة الى التفكير الهاديء والعمل المخلص المثابر ..نعم هناك تحديات كبيرة لم يواجهها استقرارنا من قبل..بعضها داخلي يمكننا أن نواجهه والاخر خارجي فيه مضاعفات جديدة وخطيرة..
فما الذي يجري في المنطقة؟ وأين حدود تداخلنا وتأثرنا؟..ماذا لو جاء الاخوان المسلمون الى الرئاسة في مصر؟..وماذا لو جاءوا الى الحكم في سوريا؟..وهل يرشد اخواننا هنا ليتدبروا أن الأبواب المفتوحة ليست بحاجة الى اقتحام وان احتضان النظام لهم واشراكهم في الحياة السياسية منذ وصول طلائعهم من مصر الى الأردن يجب ان تجعلهم أكثر ادراكاً للمخاطر وأبعد عن التأزيم وأميل للاستفادة من خبراتهم حيث لم يواجهوا القمع ولا المطاردة أو الاضطهاد كما حدث مع اخوانهم في مصر وسوريا وعواصم أخرى في العالم..
من المفترض أن يبادل الاخوان المسلمون الاردنيون النظام حواراً وتفهماً وان لا يضعوا عيونهم على ما يدعون انه مكاسب عند الجيران في مصر وسوريا حيث ما زالت الاسئلة غير محسومة والمداخل تفضي الى مزيد من الاضطراب أو الدم..
اين الاصوات الراشدة والعاقلة والداعية الى الحوار والكلمة السواء؟ أي عملية وقف التأزيم واللجوء الى التنفيس والاحتواء ووضع الاكتاف الى جانب بعضها لنعبر هذه الانفاق الجديدة الطارئة ونخرج بشعبنا المكدود الى افق أرحب وأسلم..
ماذا لو حكم الاخوان في مصر؟..هل تأخذ جماعتنا هنا العزة بالاثم فيكبون ماءهم من اول رشه او يستعجلون النزول عن «أُحد» للغنائم؟ ام ماذا؟..
لا اعتقد ان النظام الذي تمرّس فيه السياسة وتراكم المصلحة الوطنية وخدمة الاردنيين سيشهر سيفاً أو يقول من أنتم كما فعل العقيد القذافي ..فنحن نعرفهم ونتمنى عليهم باعتبارهم جزءاً من النسيج الوطني الاردني أن يضعوا مصالح الامة فوق كل اعتبار وأن يكون السبيل هو الاصلاح والبناء وعدم تقليد الاخرين والانتشاء بانتصارات واهمه قامت على دمار الشعب ومصالحه وخبزه وعرقه حيث ما زال الربيع العربي بحاجة الى ان يصل الى المرافيء الامنة لا أن يغرق في الصراعات الداخلية التي تجعله شتاءً أسود أو صيفاً حارقاً..
دعوة رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة في اللقاء مع أحزاب المعارضة التي غاب عنها حزب الاخوان المسلمين بتبرير تصعيد مطالبهم نموذج على حساباتهم المصلحية الضيقة...لقد بذل وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال جهداً ملموساً في هذا السبيل وتبدى الحرص أن تشارك كل أحزاب المعارضة وقد أعطيت الاولوية في لقاء الرئيس والحكومة قبل الاحزاب الأخرى الـ (22) في اشارة حسن نية..ويبدو أن ما جرى تسريبه للاخوان من قبل من وعود لم تكشف جعل لديهم طمعاً في أن يطالبوا بالكعكة كلها وان يشعروا وكأنهم يستطيعون ان يحققوا بما هو اكثر وأكبر من وزنهم مع العلم أن حجم تأثيرهم المحلي في الشارع أقل بكثير مما وزنتهم به الحكومات ..وقد وصل الامر انهم يريدون الان سحب قانون الانتخاب المعروض على البرلمان وفي نفس الوقت يرفضون قانون الصوت الواحد ..وهي مطالب قد نفهمها ولكن ليس على قاعدة رفضهم اجراء الانتخابات بانتظار التأزيم أو خروج الدخان الابيض الاخواني من القاهرة او دمشق وعندها كما يعتقدون او يظنون وأكثر هذا الظن اثم أنهم يأخذون ما يريدون ويملون ما يرغبون..
واذا كانت لدى اخوان مصر دوافعهم ومبرراتهم وكذلك سوريا فماذا عن الأردن..؟( الرأي )