الطاقة وهزال القرار الحكومي «1»

سنكتب على مدى ايام عن الطاقة، وأزمة عجز الموازنة، وهزال القرار الحكومي فيما يتصل بحقيقة اسمها هيبة الدولة.
ونذكر: بأن طيران العدوان الغربي على العراق فيما عُرف بحرب الخليج، قام بقصف شاحنات النفط الاردنية، وتدميرها وقتل عدداً من سائقيها على طريق بغداد – عمان.
وقتها، لم نكن نعرف الهدف من هذا القصف: - هل هو عملية مستمرة تمنع عنا نفط العراق؟ ام انه عملية تحذيرية لاننا الوحيدون الذين لم يستجيبوا لحصار العراق؟
- وهل هي عملية واحدة او ستتبعها عمليات؟
- وقتها اتخذت حكومة مضر بدران خطوة اولية كانت بمثابة الرد الوطني على العدوان، فقررت سحب نصف السيارات من شوارع المدن والقرى الاردنية فيما عرفناه وقتها بنظام الارقام المفرد والمجوز!!.
وفعلاً استجاب شعبنا الغاضب للقرار الحكومي، فلم تتأثر حركة الناس وعاد الشارع الاردني الى انضباطيته المعروفة، وصرنا اكثر اعتزازاً ببلدنا وتعاطف الاردنيون مع بعضهم فصار الجيران ينزلون الى عمان في سيارة واحدة.. حتى ان سيدات عمان المخملية صارت الواحدة منهن تدور على ثلاث او اربع صديقات وتحملهن الى جلسات القهوة والنميمة الصباحية!!.
حين عرفنا اننا نستورد نفطاً ومشتقاته بثلاثة آلاف مليون دينار، اقترحنا اكثر من مرة العودة الى قرار حكومة مضر بدران، فهذه المليارات هي سبب عجز الموازنة الرئيسي. وكنا نلاحظ ان الناس حتى في مجلس الوزراء ليسوا معنيين حتى بمناقشة الاقتراح.. فقد كان هناك قوة خفية تمنع الحكومات من اتخاذ قرارات حازمة ثم عرفنا ان هذه القوة الخفية هي الجبن من اتخاذ القرار، والحفاظ على شعبية لم تحصل عليها الحكومات. والخوف من غضب الشارع.. ولو ادركوا لكان الشارع ذاته هو الذي يصفق للقرار، لأن المواطن الاردني يبحث عن قرار الدولة الشجاع ليرفع رأسه، وليزداد يقينه بالوطن فشدُّ الأحزمة قرار لا علاقة له بجيب المواطن، وانما باشعاره بأنه يقف في خندق الوطن ويقاتل من اجل منعته!!.
صرنا نبحث عن دعم الموازنة برفع سعر الاوكتان 95، الى اكثر من 25%، فوصلت الفوضى الى الكازيات، وصار الناس يضعون في سياراتهم الاوكتان 90، مع انه كان من المعقول ان يرتفع سعر البنزين بتوزيع الزيادة بين النوعين!!.
طالما اننا نخاف من اتخاذ القرار، طالما ان المشاكل تصبح اكثر تعقيداً.. وطالما اننا نخاف المواطن فاننا لا نقدّر عظمة الاردني وشجاعته في الدفاع عن وطنه ودولته!!.
( الرأي )