حالة إنكار أطلسية -رجعية

تماما - مثل حالة الإنكار »السيكولوجية« التي عاشها طاغية مصر, مبارك, وتونس, زين العابدين, يعيش بعضهم حالة إنكار مماثلة ازاء ما تشهده سورية, ويكررون صباح مساء ان الحديث عن التدخل العسكري والجماعات التكفيرية المسلحة والتفجيرات الارهابية ودور المخابرات الامريكية والموساد الصهيوني, هو حديث من اختراع دمشق ومخابراتها الجوية والبرية .. الخ فماذا عن هذه الحالة:
1- فيما يخص الدور الصهيوني واللوبي اليهودي في كل مكان, هل الاعلام السوري هو من ارسل المعارض السوري عمار عبدالحميد الى الاشتراك في مؤتمر هرتسليا الاخير, وهو مؤمر صهيوني سنوي يعقد قرب تل ابيب تحت عنوان »الامن الاقليمي الاسرائيلي«.
وهل الاعلام السوري أم قناة الجديد اللبنانية المعادية لسورية هي من كشف زيارات بسمة قضماني »من مجلس اسطنبول« الى تل ابيب عدة مرات »الجديد 5/3/2012).
وهل الاعلام السوري أم الفرنسي المعادي لسورية من كشف النقاب عن مؤتمر باريس الذي ضم محمود الاشقر »الجيش الحر« ومعروف الدواليبي»من مجلس اسطنبول« وضابط الموساد الصهيوني, ايغال كارمون الذي سبق وكلف بإدارة حرب التحريض الطائفية والقتل على الهوية في العراق بعد العدوان عليه ...
وهل النظام السوري هو الذي نظم مرتين, مؤتمرين في البحر الميت, ضمَّا كل اطياف المعارضة السورية, من مجلس اسطنبول الى هيئة التنسيق, وبدعم واشراف المعهد الديمقراطي الامريكي, الذراع الاخرى لجماعة اللوبي اليهودي الى جانب معهد واشنطن ...
ومقابل بضعة مقالات تثير مخاوف من مستقبل سورية في صحافة العدو, فان اكثر من مئة مقال من كل صحف العدو وتياراته تدعو لرحيل الأسد وتصفية حزب الله مقدمة لاشهار »اسرائيل الكبرى« بالتكامل مع قوس رجعي عربي. وقد لخصت كل هذه المقالات مع اسماء كتابها وتواريخها في مقال سابق موجود على موقع الجريدة.
2- هل بوسع احد إنكار دعوات التدخل الخارجي بل والتدخل الفعلي عبر التسليح والتحريض والتهريب من لبنان وتركيا الي جماعات ارهابية تكفيرية باسم »الجيش الحر« ومنسقه مع ضابط الموساد ايغال كارمون.
ألم يدعو رضوان زيادة الى ذلك على فضائية الحرة, ومثله سمير نشار ومحمد العبدالله على فضائية الجزيرة, وعشرات مثلهم.
3- ألم تنشر صحف لبنانية معادية لسورية وليس التلفزيون السوري اعترافات لجماعات سلفية ارهابية عربية (بينهم سلفيون من الاردن) دخلوا سورية اكثر من مرة من طرابلس, وذلك امام المدعي العام العسكري اللبناني صقر صقر ...
4- ألم يطالب اعلامي يعمل مراسلا لفضائية عربية وكاتبا في جريدة يومية, الحكومة الاردنية بالكف عن سياسة »الحذر« (وهي سياسة حكيمة حقا) والتدخل في الشأن السوري ضاربا بعرض الحائط (الامن الوطني الاردني) ومصير البلد كله, انطلاقا من ان هناك ضربة اسرائيلية - امريكية قريبة لايران وحزب الله وربما لسورية, وبالتالي فلا مجال لهذا الحذر الرسمي, كما قال.
5- اخيرا, هل هي مجرد مصادفة ان قسما كبيرا من اصحاب الرؤوس الحامية ضد سورية هم من نشطاء جماعات التمويل الاجنبي بكل اشكاله ومسمياته ...
6- كل الشكر للزميل الذي كتب في جريدة يومية في سياق انتقاد موقفنا ودفاعه عن الصديق »كيله« اننا جزء من تصريحات (كثيرة) زلة لسان, بالتأكيد مع عدم اكتراثي شخصيا بالقلة والكثرة وسط الدهماء ...
( العرب اليوم )