.. الطاقة وهزال القرار الحكومي -2

.. لسوء حظ المجادلين من أجل الجدال: فقد أعلنت مؤسسة الطاقة البديلة في ألمانيا، أنها زودت الشبكة الوطنية للكهرباء في عطلة نهاية الأسبوع بما يعادل 50% من الطاقة المطلوبة.. مقدارها 22 جيجاوات/ساعة، أي ما يعادل الطاقة التي ينتجها 22 مفاعلاً نووياً!!.
هذا الخبر لم تنشره صحف الوطن العربي في صفحاتها الأولى، لأنها كانت تتسابق على نشر المظاهرات والاعتصامات و«رفض» ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والكهرباء!!.
لقد تشكلت مجموعات أردنية غاضبة على مشروع المفاعل النووي الذي ما يزال فكرة تبحث عن ممول لأن الدولة مفلسة.. وتجمع عشرة من الاخوان أمام رئاسة الوزراء في اعتصام عرمرمي. لكن الشعوب الحيّة تأخذ بما هو مستطاع لانتاج طاقة رخيصة تقيم مفاعلات نووية، وتشتري كهرباء من فرنسا التي تنتج الطاقة بالمفاعلات النووية، وتستعمل الفحم الحجري، ومياه الأنهار.. ثم تتنبه إلى طاقة الشمس، وطاقة الرياح.
ألمانيا، وبعد كارثة مفاعل فوكوشيما اغلقت ثماني محطات نووية لتوليد الكهرباء، بالتتابع وحتى عام 2022، وتستبدل ذلك بالطاقة البديلة ومن تأخذه الطائرات الهابطة في فرانكفورت او هيدلبرغ أو هامبورغ يلاحظ «دواليب الهوا» المولدة للكهرباء على الجبال والتلال الخضراء.. وقد لا يلاحظ المسطحات الكبيرة للواقط أشعة الشمس في بلد تطلع الشمس فيه مائتين وعشرين يوماً، في حين أن شمسنا تسطع 315 يوماً في السنة.
ولنضع ألمانيا جانباً، فإن سلطنة عُمان وقبل خمسة عشر عاماً وضعت لواقط لأشعة الشمس على أعمدة الإضاءة في بلدة عدد سكانها عشرين ألفاً.. وما تزال هذه اللواقط تزود شوارع البلدة بالكهرباء المجانية حتى الآن!!.
عندنا، تتفتح العبقرية الاقتصادية في معالجة كلفة طرق المطار وجرش واربد وبعض الطريق الصحراوي.. وعمان واربد والكرك .. فنبدأ بإغلاق نصف المصابيح اليمينية ونصف المصابيح اليسارية.. بدل أن نضع على كل عمود لاقطاً لأشعة الشمس وبطارية تحتفظ بالطاقة في النهار وتطلقها في الليل!!.
الأساس، أن لا يستعمل الأردني عقله، فالحل دائماً هو في التضييق عليه، أو دفعه إلى التظاهر والاعتصام والغضب والكفر بوطنه!!. والحل هو أن نتجنب الممكن لنبحث عن المستحيل!!.
ندعو القائمين على التخطيط الاقتصادي إلى قراءة «الجارديان» البريطانية في 28 أيار صفحة البيئة. ففيها تفصيلات عن الجهد الألماني لإنتاج طاقة نظيفة أولاً، ورخيصة ثانياً، وقابلة كفكرة للتصدير. فما الذي يمنعنا وألمانيا تقدم لنا المنح والقروض أن نبدأ في استغلال الطاقة الشمسية؟!..
( الرأي )