هل حفظنا الأمانة ؟

تم نشره الأربعاء 06 حزيران / يونيو 2012 12:39 صباحاً
هل حفظنا الأمانة ؟
عبدالرحمن بدران

سنحاول الإبتعاد اليوم عن الشؤون السياسية، والتي أصبحت تأكل وتشرب معنا، بل وتلاحقنا حتى في أحلامنا، فلن نتحدث عن حكم المؤبد الذي صدر بحق رئيس مصر المخلوع، ولا عن الخطاب السبعيني بالأمس للرئيس السوري الحالي، بل سنحاول الدخول إلى داخل البيوت، لمناقشة أمراً من صلب حياتنا، وفي مقدمة مسؤولياتنا.
فالحقيقة المؤلمة بأن نسبة الطلاق في الأردن هي ثاني أعلى نسبة طلاق في العالم، هي ما دفعنا لكتابة هذه السطور.
فكم من قصة نسمعها عمن يتزوج، ثم يقضي الساعات الطوال مع أصدقائه بعيداً عن زوجته، ولا يرى أهل بيته إلا لدقائق معدودة، وكم من هؤلاء من يهمل زوجته وأولاده، حتى أنك تجد زوجته تتلوى من وجعها، وتدفن دمعتها، وزوجها آخر من يشعر بها، بل ويبخل عليها بكلمة رقيقة واحدة لتخفيف ألمها، بينما معسول الكلام جاهز لغيرها للأسف !!
ترى الزوج تيقظه زوجته صباحاً، فيستيقظ متجهماً في وجهها، بل وربما قام من الصباح يتشاجر معها لماذا لم تكوي له ربطة العنق جيداً !!! بدلاً من ذكر الله، والإبتسامة في وجه زوجته، وإسماعها من الكلام الجميل الذي يشبه تغريد العصافير عند الصباح، ولننظر هنا للعصافير، فبالله عليكم هل رأيتم العصافير تتشاجر يوماً، أو تصرخ في وجه بعضها البعض عند الصباح !!
ثم ترى الزوج يخرج إلى عمله متجهماً (لأنه يفهم بأن هذه هي الرجولة للأسف)، وبمجرد خروجه من المنزل تجد الإبتسامة السحرية وقد إرتسمت فجأة على محياه !!!
سبحانك يا رب، وتجده يضحك مع الآخرين، ويتمازح معهم كأظرف إنسان على وجه الأرض.
ويستمر هذا الحال حتى عند عودته إلى منزله، بل وحتى موعد النوم، فزوجته التي تزوجها وشاركته حياتها ليس لها سوى الصراخ والشتائم، وربما الضرب في بعض الأحيان، وكل ذلك لإثبات أنه هو الرجل وهي المرأة الضعيفة.
وحتى لا يقول البعض بأننا نتعاطف مع النساء هنا، نقول بأن هذا الحال يمكن أن يكون مقلوباً تماماً في بعض الحالات ونجد عكسه تماماً، وسواء كان هذا أو ذاك، فكل ذلك بسبب عدم فهمنا لمسؤولية الزواج للأسف الشديد.
فالزواج شراكة، يتم الإشتراك فيها بكل شئ، حتى في أدق الأسرار، بل وحتى في الأنفاس، والأهم من ذلك أن زوجاتنا وأزواجنا أمانة في أعناقنا، سنقف أمام الله ونسأل عنها يوماً؟
قال الله تعالى: ((وقفوهم إنهم مسئولون)) سورة الصافات الآية 24.
بيوتنا عمران قائم على عمودين، إذا ما تزحزح أحدهما أسنده الآخر حتى يستقيم، الزوج هو العمود الأول فيها، والزوجة هي العمود الثاني، ونتأسف حقيقة عندما نرى حال بعض شبابنا الذين يؤمنون بأن عليهم تجربة كل شئ في الحياة قبل الزواج، لأنهم ببساطة يعتبرون الزواج السجن الذي سيمنعهم من التمتع بالسعادة في الحياة، لذلك نجدهم لا يفهمون ما هي مسؤولياتهم تجاه أزواجهم، ولا يعرفون التعامل معها بعد الزواج.
الزواج لم يكن يوماً ليكون سجناً، وإنما هو السكن، والإستقرار، والسكينة، ولمن أراد الراحة في حياته الزوجية أن يضع نصب عينيه قول الله تبارك وتعالى (ومن آَياته أن خلق لكم من أنفُسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمةً إن في ذلك لآيات لقوْم يتفكرون) سورة الروم الآية 21.
وأخيراً ليسأل كل منا نفسه ترى هل حفظنا الأمــــــــــــــــــــانة ؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات