الإسلاميون وانتخابات المعلمين..!!
السيناريو يختلف ما بين حراك المعلمين على مدى عامين لأجل إحياء نقابتهم وما بين مرحلة الاستحقاق الانتخابي للنقابة , فيما مضى كان الخطاب الموجه للمعلم له عنوان رئيس , وهو النقابة , دون أن ينظر المعلم إلى تفاصيل الخريطة التي سيجد نفسه بها وهي انتخابات نقابة المعلمين ومجالس فروعها , وعند النظر في هذه الخريطة على مستوى المملكة نجد أن أكثر التنظيمات الحزبية ظهوراً هم الإسلاميين ومن بعدهم يأتي القوميين , وعند القيام بعمليات استقراء ميدانية ومن خلال المعلمين نجد أن الإسلاميين هم من يدير معظم العملية الانتخابية على امتداد الوطن , وقد تم ذلك من خلال بعض الأسماء التي تتبع تنظيمهم , حيث كانوا في قلب الحراك لا يختلفون في أغلب المراحل مع أحد حتى لا يتم استبعادهم , وظيفتهم استقراء الميدان والتقرب من الناشطين في الحراك لأجل القيام بصفقات إستراتيجية مع بعضهم ممن لا يتعارض نهجهم ورؤيتهم مع رؤية الإسلاميين أو مع بعض الأشخاص التي أصبحت أسمائهم معروفة بين أوساط المعلمين , ويطمحون بمكاسب شخصية ولديهم الرغبة في تقديم هذه المصلحة في الاستحواذ على مكسب في مجالس الفروع أو مجلس النقابة على حساب مهنية النقابة.
المعلمون ومن خلال الاستقراء , يريدون نقابة مهنية تكون مرجعية القائمين عليها المعلم وطموحه , وغاياتها العملية التعليمية بجميع محاورها , بعيدة عن التجاذبات والصراعات الحزبية , غالبية المعلمون وثقوا بمسمى اللجنة الوطنية دون النظر في فسيفساء تشكيلتها أو رؤية الخريطة السياسية في داخلها , وما حجب الرؤية عن المعلمين وبالتالي عدم قدرتهم على القراءة لهذه الخريطة السياسية هو تغول أشخاص قدموا مصالحهم الشخصية (الأنا) على مهنية النقابة , ومصلحة المعلم من الجسم التنظيمي الجديد الذي ضحى من أجله على مدى عامين , وهذا ما حدّ من قدرة عدد من المستقلين غير المؤطرين من المحافظة على ثوابت اللجنة الوطنية التي تصب في مصلحة المعلم ومهنية نقابته.
التيارات السياسية وفي مقدمتها الإسلاميين لم يقدموا رؤية واضحة أو برنامج خاص بالنقابة والمعلم , ولم يقدموا أي أطروحات تُطمئن المعلم على مستقبل النقابة ومهنيتها في ظل سيطرتهم عليها , ونستدل على ذلك أنهم لم يتقدموا للانتخابات بمسماهم الصريح , بل نجدهم على العكس , يستغلون المسمى الذي استحوذ على ثقة المعلمين للوصول إلى مجلس النقابة لتصبح أداة تمكّنهم من نيل المكاسب التي قد تكون بعيدة عن مصلحة المعلم.
ونتساءل , إذا تعارضت مصلحة النقابة مع قرار أو رغبات وتطلعات " الإسلاميين مثلاً " , أين تكون مصلحة المعلم من القرار...؟!!!
وهل يستطيع صاحب القرار في مجلس النقابة أن ينحاز لمهنية النقابة ضد مصلحة توجهه السياسي أو قرار مرجعيته السياسية...؟!!!
الكرة الآن في ملعب المعلمين , فهم المعنيون في تحديد هوية نقابتهم ومسارها , ومن ثم حمايتها من صراعات وتجاذبات التيارات السياسية , ومنع استحواذ أي طرف عليها واستخدامها في تحقيق مصالحه على حساب مصلحة المعلم , وطموحه في الوصول إلى نقابة مهنية تكون قادرة أن تفرض شراكتها على وزارة التربية في إدارة العملية التعليمية , المعلمون وحدهم من يستطيع أن يحافظ على بوصلة نقابتهم القادمة.