رسالة قصيرة

تم نشره الأربعاء 06 حزيران / يونيو 2012 12:38 صباحاً
رسالة قصيرة
جواد الخضري

لقد بات الاعلام سلاح فاعل في تحديد وتغيير المسارات بمختلف التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية جراء تطور الوسائل والتقنيات التي جعلت من المعلومة تصل خلال دقائق معدودة للفرد وفي أي مكان على الكرة الارضية بغض النظر عن صحة ودقة المعلومة . ومن خلال ما يسمى بصفحات التواصل الاجتماعي التي وفرت الحرية الكاملة لطرح الافكار من خلال تكوين الصداقات بين الناس دون الالتفات للجنس والدين واللون .
هذه الاداة عملت على إيجاد تقاربات وتغيير مفاهيم طالت القيم والعادات , أي أن مقولة العالم أصبح قرية صغيرة قد تحققت ولكن يطرح سؤال استفهامي , ماذا حقق الاعلام العربي من الفائدة جراء ذلك ؟ وكيف تعامل ويتعامل مع ما يجري على الساحتين العربية والدولية ؟ وهل قدم الاعلام خدمات إيجابية أم سلبية ؟ .
لنعترف بداية أن الاعلام العربي كان مكرس لخدمة الانظمة العربية وبما يتوافق مع إرادتها وبالتالي كان المواطن العربي يسترق المعلومة من خارج الوطن وإذا اراد المواطن العربي أن يبدي رأيه في مجال ما وخاصة المجال السياسي كون المواطن متعطش لذلك فلا يجد سوى المصادر الخارجية وحتى على المستوى العربي ولاستمرار الخلاف العربي العربي الذي هو المتنفس الوحيد لابداء الرأي ولكن بما يخدم طرف على حساب الطرف الاخر دون الاهتمام بالمشاعر والقيم والهوية والقومية مع ادعاء كل طرف على حدة بأنه هو الوحيد الذي يمثل كل القيم , وجائت التكنولوجيا لتكشف المستور ولتفتح الافاق أمام المكبوتين والمقهورين ليعبروا وبكل قوة وقساوة عما يكتنزونه من ألام وأحقاد دفينة تجاه الانظمة العربية ولكن ربما نسوا أن ذلك كله هو عبارة عن خدمات مجانية تقدم للعدو وللناهبين لكل الثروات العربية ولكشف الحالة لدى الفرد العربي .
ومع ذلك انطلقت الثورات العربية من شمال افريقيا لتصل الى الدول العربية الاسيوية وتم الاطاحة بأنظمة كانت تحكم وثورات شعبية مستمرة تعمل على محاولة الاطاحة بالانظمة الحاكمة في دولها , هذا الامر خلق فرص من السماح بتوسيع دائرة الحريات وحتى الحرية الشخصية وباستطاعة كل فرد أن يدلوا بدلوه من خلال وسائل الاعلام والاتصال الحديثة وبما يسمى الاعلام الالكتروني الذي وللأسف الشديد بات يدخل المنازل ويتجول في أنحائها دون استئذان ليقدم المعلومات والافكار والتحليلات حول كل ما يجري على الساحات المحلية والعربية والدولية لحظة بلحظة والجميع فينا مستقبل بغض النظر عن مدى المصداقية لكل ما نقرأ ونسمع ونرى .
نعم لنعترف أننا أصبحنا نصدق كل ما يقدم لنا من وجبات اعلامية وإن نجد أنفسنا أحيانا في حيرة من ألامر وهذا سببه الظلم الناتج عن الفساد وغياب العدالة نتيجة التفرد بالسلطة من قبل الانظمة الحاكمة . ولنعود الى الدور الاعلامي الذي تكشفت سرائر البعض من القائمين عليه بأنهم يسعون أيضا للتكسب وأن هناك كعكة لابد من الحصول على جزء منها ولو كانت على حساب الوطن ومصلحة المواطن .
إذا لابد من وقفة مع الذات والعودة للتأمل والتفكير الجاد حتى نستطيع أن نتعلم كيف نحمي الاوطان ونضع حدا للفساد وأن نميز ما بين الغث والسمين , وحتى لا نخسر أنفسنا قبل أن نخسر الوطن ... .

 

 

 


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات