الليبرالية والإسلام الأمريكي ليسا هما الحل

يسود الشارع العربي في مواجهة قوى الفساد والاستبداد, تياران امريكيان شحما ولحما, هما الاصلاح الليبرالي والاسلام الامريكي, يتحالفان حينا ويتنافسان على قلب السفراء الامريكان, حينا اخر, ويسيران معا في المسيرات العربية تحت يافطات جين شارب واكاديمية التغيير التي لا تختلف كثيرا عن معهد واشنطن التابع للوبي اليهودي.
فما يجمعهما اكثر مما يفرقهما ثارات قديمة جديدة مع امثالنا من الشموليين والقوميين والاشتراكيين بالاضافة لكذبة الاكاذيب التي يسوقها الرأسماليون المنافقون وهي السوق الاجتماعي, فالسوق هو السوق, عدو الطبقات الشعبية والفقراء, ومهما بدا حيويا ففي القطاع العام الراكد البيروقراطي تعليم مجاني, وطبابة مجانية ومواصلات رخيصة, وثمة ثقافة انتاجية ووطنية ضد الغزاة والامبرياليين والصهاينة.
ولكم ان تقارنوا نمودجين على هذا وذاك, كوبا الاشتراكية التي تتعهد المواطن من ميلاده الى وفاته بالتعليم والصحة والعمل والكرامة والموسيقى والرياضة, مقابل الباكستان ومقابل كولومبيا التي تحكمها المافيات والجوع والمخدرات ومتوسط العمر القصير...
هذا عن الليبرالية وشركائها في السوق المفتوح او الاجتماعي مقابل (كلام كبير) عن إصلاح في خدمة النخب الانتهازية. أما الاسلام الامريكي الذي يشارك الليبراليين في الحرب على الاشتراكية والقطاع العام.
وفي الحديث عن السوق الاجتماعي, فليس هو الحل ايضا, وهو ابتداء ليس اسلام النفير العظيم ضد الغزاة كما صلاح الدين والظاهر بيبرس, بل اسلام التواطؤ مع الغزاة باسم الاستقرار والسلام العالمي, وفوق ذلك كله, هو اسلام برنار ليفي في ليبيا ونوح فيلدمان في العراق وسورية... وكلاهما يهوديان معروفان الاول في خدمة المخابرات الفرنسية والثاني في خدمة المخابرات الامريكية, وهو صاحب المشروع الذي اعلنه من العراق بعد العدوان الامريكي عليه, ويدعو فيه الى استبدال الحرس البيروقراطي القديم بحرس جديد من الاسلام الامريكي الناعم بشقيه (الشيعي) من المليشيات الطائفية العميلة وحكوماتها المتعاقبة, و(السني) ممثلا بنائب الرئيس الهارب هذه الايام. ( العرب اليوم )