امبراطورية الخداع

رغم اعلان الامريكيين انفسهم عن افتخارهم وتمسكهم بفلسفة محددة, هي الفلسفة البراغماتية الوضعية (كل ما ينفعني هو الحقيقة) بصرف النظر عن انعكاساته على الآخرين الا ان ثمة من يتحدث عن (مبادئ مزعومة) وانسانية في الحقب الامريكية المختلفة, هي في الحقيقة اشكال من الأقنعة وايديولوجيا الخداع. ومن ابطال هذه المبادئ المخادعة التي تحتاج لاستذكارها هذه الايام:-
1- الرئيس جيمس مونرو (صاحب مبدأ مونرو) الذي تم تسويقه كصديق للشعوب خاصة شعوب امريكا اللاتينية (الجنوبية) لكنه عندما اعلن دعمه ودعم الولايات المتحدة الامريكية لاستقلال شعوب تلك القارة, فذلك من اجل طرد الاستعمار الاوروبي (اسبانيا- البرتغال- بريطانيا وفرنسا) والحلول الأمريكية محل هذا الاستعمار, وهذا ما حدث بالفعل, بصورة ناعمة في البداية ثم بالحملات العسكرية.
2- الرئيس ابراهام لنكولن, الذي تم تسويقه كمحرر للعبيد وبطل الحرب الاهلية الامريكية بين شمال الشمال الامريكي وجنوبه, بينما الحقيقة كما لاحظ ماركس وانجلز ان لنكولن قام فعلا بتحرير العبيد من مزارع الجنوب الاقطاعي خدمة للمصانع الرأسمالية في الشمال الامريكي الى ان اغتاله (عميل جنوبي) عام 1865. وقد ارتبط مبدأ (تحرير العبيد) باسمه.
3- الرئيس ويلسون والمبادئ الاربعة عشر , التي ترافقت مع شكل جديد لتقسيم العالم بعد الحرب العالمية الاولى. ففي اطار الصراع بين الامبرياليات المنتصرة في الحرب وعشية معاهدة فرساي استكمل ويلسون لعبة مونرو في إطار الصراع المذكور على العالم كله هذه المرة.
4- الجنرال مارشال, صاحب المبدأ الذي ارتبط باسمه (مبدأ مارشال) والذي دعا فيه لإعمار اوروبا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية حتى لا تجتاحها الاشتراكية وبما يجعلها مجالا حيويا امريكيا في مواجهة الاتحاد السوفييتي.
5- الجنرال الرئيس, ايزنهاور صاحب مبدأ (ملء الفراغ) وهو صورة عن مبدأ مونرو لكن في الشرق الاوسط من اجل تصفية الاستعمار الاوروبي القديم واخذ الاستعمار الامريكي الجديد مكانه. وقد ترافق هذا المبدأ مع سلسلة انقلابات سياسية او عسكرية ضد المصالح البريطانية الفرنسية.
6- ومن الرؤساء الذين لمع نجمهم في سماء كهذه, كيندي مؤسس (فرق السلام) قبل اغتياله على طريقة لنكولن, والرئيس الحالي اوباما وما بينهما كارتر...
وحسب دراسة للصحافي الامريكي سكارهيل فلم تنشط المخابرات الامريكية ويتضاعف عملاؤها ونشاطاتها بما في ذلك التفجيرات والانقلابات والاغتيالات كما يتضاعف في عهد الرؤساء (الديمقراطيين). ( العرب اليوم )