الليبرالية والعلمانية
إن ما تشهده الساحة الإقليمية الدولية من احداث متسارعة في ظل الإضرابات الداخلية والخارجية ، وتنامي قوة الحركة الإسلامية في فرض سيطرنها على المنطقة مع وجود جيوب قوى الشد العكسي في محاولة لإحباط الجهود المتواصلة في رفعة الأمة العربية الإسلامية إلى التطور والإبداع .
فبرغم التقسيم والتمزيق وخلق حدود مفتعلة واقامت زعامات عميلة فتركت في جسد الأمة العربية جروحاً غائرة ، بقي الإسلام ظاهراً رغم البلاء ، ولم تنفعهم تلك الفتن في القضاء على الأمة الإسلامة لما طرحوه علينا الفكرة الماركسية واغرقونا في اليمين واليسار والخراب الاشتراكي الشمولي ، وعندما دارت الدوائر وسقطت الماركسية واختفت الشيوعية ، ظهروا علينا اليوم بشعارات جديدة اسموها الليبرالية والعلمانية .
التي هدفت الى عزل الدين عن السياسة واستباحة الخمارات والمخدرات وبيوت الدعارة ... (دع لقيصر ما لقيصر ) (ودع لله ما لله ) .
أما اليوم فالمعركة تدور ، ويجب على كل مسلم ان يعرف أين يقف ومع من وضد من ...
ما نراه الأن من احداث جارية شرقاً وغرباً ما هي الا حالة من حالات التعبير الرافضة لكل انواع الذل والخنوع التي عاشتها الأمة الإسلامية ردحاً من الزمن ، واليوم يشرع التاريخ في اعادة نفسه ، وهذه المرة ستكون اسرائيل رأس الحربة والانجيلية الأمركية التي اخترقتها الصهيونية من ورائها ، والسحب تتجمع وئيدا في الأفق ولكن الله بالغ أمره .
فمن لا يحكم بما انزل الله ستكون عاقبته وخيمية ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ، إن حالة العوز والفقر الذي افرزته والهزائم المتواصلة من قبل الغرب ، كانت نتيجة حتمية لإنهيار الأسس السليمية التي تحول دون الرقي والإبداع الحضاري ، وسطحية الثقافة والفراغ الديني وضعف المؤسسة الدينية ، دفع الكيان الصهيوامركي برفد الجمعيات السرية بأموال لا طائل لها لتأجيج الفتن في ظل هذا الغليان السياسي لتعجل بالأنهيار الذي ترتجيه لتفكك العالم العربي الإسلامي ، وعملت على افتعال الطائفية وزودتها بالأسلحة الفتاكة وبذلك خلقت مجالاً مواتياً لتلك الفتن ولأشغال الأمة الإسلامية في بعضها البعض ، فما يجري الأن في سوريا من مؤامرة دولية كان قد تم التخطيط لها من قبل الدول الغربية بالإيعاز من الحارس المزروع في قلب الأمة العربية ، في حال بداية اندلاع الثورة السورية .
وما نراه الأن من خزي ووصمة العار على جباه حكام الدول الإسلامية في عدم التدخل في القضية السورية ما هو دليل على مدى تخاذل الحكام العرب والخوف على كراسيهم العاجية وحرسهم وحشمهم واموالهم وقصورهم وهذا دليل شاهد على مدى قصر النظر في اتخاذ العبر ، وما هو إلا تحقيقاً للمثل السائد (أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) إني ما اراه على ارض الواقع ما هو إلا نتيجة فرز لقادة المعركة الإسلامية السياسية القادمة بأذن الله .