رفـع بـلا دفــع!!!

تم نشره الخميس 07 حزيران / يونيو 2012 07:27 مساءً
رفـع بـلا دفــع!!!
سامي شريم
لم تدفع الحكومة هذه المرة حتى الدفعة الأولى والثانية التي اعتادت على دفعها في حالة الرفع ، رفعت ولم تدفع ؟!! لا ندري إذا كانت ستدفع على الطريقة الأردنية ( الدفع بشيكات آجلة ، الدعابة الأردنية المعروفة ) عموماً بعد أن رأت الحكومة أن لا سبيل إلى معالجة عجز الموازنة سوى جيب المواطن جرياً على العادة المُتبعة ، ولم تستمع لنصح الكثيرين ولم تلجأ إلى البدائل المطروحة من قبل المحللين والمحرمين فقد بات لزاماً على الحكومة أن تتحمل تبعات هذا الرفع ، وفي غياب مجلس النواب الموقر ، لا بد من أن تعرف الحكومة وتعي تماماً أن هذه الخطوة طريقها للإنتحار المبكر لكي تَعد باقي الحكومات للمليون قبل أن تلجأ إلى جيب المواطن المخروم !!! ولكي تعلم جيداً أن الطريق لعلاج الخلل ليس تعميق المشكلة وإبقائها لتستنزف المزيد من جهد هذا الوطن وعرق أبناءه ، ولكن بإنهاء أسباب المشكلة جذرياً .
المشكلة تتمثل في الصرف الجائر والهدر الكبير في موارد الدولة متمثلاً في فشل السياسات المالية والإقتصادية ، والتوسع في عدد الوزارات والسفارات ، عدا المؤسسات السرطانية المستقلة والهيئات التابعة لها والمجالس العليا ومكافأت عديمي الكفاءة ممن يسمون أعضاء مجالس الإدارات ، والذين يمنحون اللقب تنفيعه ، وبذلك ما أن يستلم أحدهم المنصب حتى يصبح تلقائياً عضواً في كذا مجلس إدارة ، وتبتلى به الإدارات لمؤسسات وشركات مُنهكة ليزيدها إنهاكاً ، وإذا ما غادر المنصب يصار إلى إعادة التعاقد معه رغم إنتهاء صلاحيته وحصوله على معلولية ، ولكنه يعاد رئيساً لمجلس الإدارة أو عضواً للمجلس ليعاد وزيراً ، ويحجز عضويته لحين إنتهاء مشمشية الوزارة ، هذا التدوير للمناصب بين الشخصيات المعروفة هم وأقربائهم وأنسبائهم كأن الله خلقهم وكسر القالب على رأي رئيس السلطة التنفيذية والتشريعية في تقييمهم لبعض شخوص الوطن .
حلولكم يا سادتي مشاكل !!! كما حدث في الهيكلة وفي قانون المالكين والمستأجرين ، لا نريد أن نكرر ما قلناه سابقاً ، ولكن مأساة الأردن الحقيقية تكمن في جهل المسؤولين أو تمحورهم حول مصالحهم ، وتجنيد إمكانات البلد لخدمتهم وخدمة أجنداتهم ، ولا زالت المحسوبية والشلليه أساس التعينات والإحالات واستثناء الكفاءات هي السمة الغالبة على كافة القرارات ، رفع أسعار البنزين ليس لتغطية الكلفة بل هو ضريبة إضافية.
على الحكومة المباشرة بإعادة النظر بالنزف الجائر لموارد الدولة المالية كيفما أنفق ، يجب إعادة النظر في طريقة إعداد الموازنة ووضع الأسس الكفيلة بوقف الهدر في كافة المجالات .
وبحث بند الأخرى الذي يرد بنداً أساسياً في بنود النفقات ، ولا نعرف ماهية الأخرى هذه ؟؟! إذا كانت الحكومة تقدم مناسف في مناسبة بـ50 ألف دينار كيف ستقنعنا أننا مأزومين؟؟!! .
ما هكذا تورد الإبل أيها الحكومة الموقرة !!! الدعم أم الفساد هو من ضاعف المديونية والعجز ، وإذا كنتم ستعيدون توزيع الدعم على مستحقيه ، فأيه وفر سيتحقق لدعم العجز!!! لماذا لا تُفرض ضريبة دعم على الأجانب في الأردن تُستوفى على التأشيرة أو الإقامة أو تصريح العمل بواقع 17 دينار على الفرد الواحد إذا إدّعيتم أن الدعم يذهب للغرباء ، ولماذا لا يُفرض رسم على السيارات الكبيرة والبيوت الكبيرة بما يسمى بضريبة بدل رفاهية ؟؟! ولماذا لا يُفرض رسم عادل على تعدين الفوسفات ، وأنتم تعلمون أن الإتفاقية مع كمبل هولندنج فيها ما فيها من الظلم والتفريط بحقوق الأردنيين ؟؟!.
الحلول كثيرة لا تعيدونا للمربع الأول ، ولا تنقلبوا على النهج الإصلاحي ، لم يعد هذا مسموح لكم لأن الأردنيون يعلمون أنهم يدفعون ثمن النفط الآن أغلى من دول العالم ويوازي السعر في أمريكا التي يُشحن لها النفط مسافة 6000 ميل ويُشحن لنا من مسافة لا تزيد على 1000 كليو متر ؟!!!لماذا الزيادة إذاً ، إذا لم تكن ضريبة جديدة ؟؟!!.


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات