كرامة الفنانين من كرامة الأردنيين
كان لي شرف المشاركة بحوار مع مجموعة من الفنانين الأردنيين على موقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك) وتحديدا على صفحة جمعية الكتاب الإلكترونيين ، أذكر منهم الفنانة سهير الفهد والدكتورة الفنانة ريم سعاده وكتاب صحفيين محترمين، وكان حوارا راقيا ، كان الهم العام مشتركا بيننا وكان هناك توافق على أن الجسم الفني كأي جسم آخر لايخلو من النشاز وهم قلة يسيئون إلى مهنة الفن الراقية وهناك فن جاد له دور إيجابي في نشر الوعي والثقافة .
بعد أيام وفي ذات الصفحة المشار إليها سابقا قرأت مناشدة لملك البلاد وجهها الفنان عثمان الشمايلة (شفاه الله وعافاه) يطلب المساعدة في علاجه وأن ينقذه من الموت بعدما تدهورت حالته الصحية وأصبحت خطيرة للغاية ، حقيقة كانت صدمة لي أن أرى فنانا أردنيا يتسول العلاج ولا يجد الدواء وضاقت به السبل لكي يطلب من ملك البلاد التدخل لإنقاذه !! وطرحت تساؤلا على نفسي :هل يعقل أن الفنان الأردني و أفراد أسرته ليس لهم تأمين صحي شامل من الدرجة الأولى وعلى نفقة الدولة الأردنية ؟؟ وهل يعقل أن تقاعد بعض الفنانين الأردنيين لايتجاوز (300) دينار أردني ؟؟!!
دولة الرئيس ،، إنه لعار على الحكومات الأردنية أن يتسول الفنان العلاج وهو بالمناسبة حق وليس منّة ، حق لهم كمواطنين عاديين كفله الدستور الأردني ، أي طمأنينة واستقرار يتحقق لفنان وهو يعاني ذل التشرد من مسكن إلى آخر يعجز فيه عن دفع أجرة شقة ، لقد عانت هذه الشريحة مرارة شظف العيش وقسوة الحياة ، وتعرضوا طيلة الفترة الماضية إلى التهميش ، والإهمال وعلى كافة المستويات ، أي فن جاد وإبداع نطلبه منهم ونحن نساهم في تثبيط عزيمتهم ، فلا إبداع وحقوقهم منقوصة ، ولا عمل مبتكر هادف يقدموه للمجتمع، وهم يعانون العوز والحاجة ، وخوف من مستقبل لايحفظ كرامتهم في مرضهم وشيخوختهم ، دولة الرئيس ليس هكذا يكافئ من قدّم عصارة جهده وإبداعاته لخدمة الفن الهادف والنغم الأصيل .
دولة الرئيس ،، الفن الحقيقي الجاد هو الذي يصنع وعي الشعوب ، وإذا أردت أن تسأل عن حضارة بلد فاسأل عن مثقفيها وفنانيها ، لأن البلد المتحضر ، والذي يطمح لحضارة راقيه ، لا بد أن يوفر الدعم المادي والمعنوي للفنان والكاتب على حد سواء ، حتى لا ينزلق الفنان في أتون الحاجة والضياع ويصبح ضحية لبعض شركات الإنتاج الربحية الرخيصة ، ولكي يتحقق ذلك لا بد من ترجمة مطالب نقابة الفنانين الأردنيين المحقة على أرض الواقع وبأسرع وقت ،وبشكل مؤسسي بعيدا عن الفزعة والنخوة الآنية ، بمعالجة جذرية تلامس حاجاتهم الأساسية ولا تقف عند حدود المعالجة المادية والأخذ بيدها والمساعدة في كل شؤونها ، ليعيد الكرامة للفنان الأردني.
حقيقة تستحق هذه الشريحة من الدولة وحتى المجتمع كل تشجيع ورعاية ، فيجب رعايتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً للتخفيف من معاناتهم وحسراتهم ، فقد آن الأوان لاستكمال إخراج الشركة الأردنية للإنتاج الفني وبتمويل حكومي ، فصرخة نقيب الفنانين الأردنيين الخطيب بإعلان موعد للاعتصام ، لم تكن لتكون لولا تجاهل الحكومات لمطالبهم المشروعة ، كان على مؤسسة الإذاعة و التلفزيون أن تتبنى قضاياهم وتوفر لهم أعمال درامية راقية ، فهم على مستوى فني ناضج يحاكي مستوى فنانين عرب لمع اسمهم عاليا بفضل دعم حكوماتهم.
وأخيرا أتمنى من الجميع أفرادا ومؤسسات أن يدعموا مطالب نقابة الفنانين الأردنيين وأن يدعموا اعتصامهم المشروع حتى تحقيق كل الحقوق