لك مني كل قصائدي والحب
لقد توقعت أن أكتب فيك كل قصائدي وانثر عليها عطرا برائحة الياسمين.. تمنيت أن أراك حقيقة راسخة أمامي، وحلمت بتلك اللحظة التي ستطؤ فيها قدماي أرضك؛ أصلي في جامعك الأموي.. و أتمشى بين حاراتك العتيقة..و أقف على ظهر قاسيون ليفتنني بجمالك الآسر في ساعات ليل صيفية..
أحبك يا شام حب من سمع قبل أن يرى و أخاف من الكلمات التي ما زالت تشنق عند أبوابك..
لقد شنقوا الكلمات يا شام.. والكلمة عشق، والكلمة وفاء ، والكلمة إباء، والكلمة حرية وأنت أمها.. و نحن لا نحب أن نرى دموع الثكالى فكيف إن كانت هذه الثكلى هي أنت؟!...
صرخوا في وجه الجلاد.. طلبوا منه أن لا يقتل الكلمات؛ فهي رائحة وردك الشامي وهواؤك الندي.. لكنه رفض و أمر بأن يشنق بجانب الكلمات كل من طالب بوقف إعدامها... فانتفضوا جميعا: ( نموت ولا تموت الكلمات.. نموت ولا تموت الكلمات ).
اليوم هم ينقذون ما تبقى منها لأجل عيونك.. لم تعد أوجاعهم خائفة من قول الآه.. فآه وآه وآه إن ظللت تبكين في الوقت الذي يرقص فيه المجانين على جثث كلماتك..
وفي خضم الأحداث جاءت عصابة لصوص لسرقة الكلمات ممن حرروها..
- بعض الأحرار قالوا: نحن من حررناها لن نسمح لكم أن تسرقوها.
- قال الجلاد: أرأيتم لو جعلتموني أعدمها لما تجرأ أي لص على سرقتها!!
- والبعض الآخر قال: يسرقها اللصوص أفضل من أن تموت؛ فإن ماتت فلا حياة لها و إن سرقت فهناك أمل بأن نعيدها إلى أحضان أمها من جديد.
وأنا الآن أشاهد ما يحصل من بعيد أترقب بوجل شديد ما سيحدث لاحقا؛ أخاف أن يقتلك الجلاد وفي نفس الوقت أخاف أن يسرقك اللصوص.. أخاف أن لا أراك وجها لوجه ابتسم لك وتبتسمين لي.. أخاف أن نفقدك.. فإن فقدناك فهذا يعني أننا فقدنا أمة كاملة أنت عرسها وحلمها وحريتها ونبضها...
فكيف لي أن لا أخاف وأنت الشمس التي ننتظر أن تشرق كل يوم جديد؟!..