العلاقة الأردنية الفلسطينية
لكي نعيد للألوان القها و جمالها ، و للأدوار مسارها و مقصدها ، لا بد من تحديد أطر الرؤيا لمكونات الشعب الأردني الواحد و علاقته التي يجب أن تحمل الرؤيا و الرسالة التي تكفل المستقبل الآمن و القدرة على تحديد المغتصب من الأرض وتحريره ، بداية بالهوية التي تشهد آراء متعددة و متناقضة من شركاء الدرب و المصير حيث أرى شخصيا أن لا ضير في تسمية المسميات بأسمائها لا طلباً لبث الفرقة و التعصب الأعمى و لكن للحفاظ على الشخصية و الحقوق والمستقبل الأمن الخالي من الحفر والألغام.
و قدوتنا رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) و صحابته –عليهم السلام – في الهجرة النبوية الشريفة في تسمية القادمين للمدينة المنورة بالمهاجرين والمستقبلين بالأنصار حيث لم يكن معيباً أن يقال للأنصاري يا أنصاري و لا للمهاجر يا مهاجر لكنها كانت في الواقع تحفظ عدم شعور الأنصاري بالغبن وأن وجوده و مصالحه مهدده من المهاجر وهذا الشعور مهما ادعينا بالمثالية هو شعور مشروع تكاد تتفق عليه كافة الشرائع والقوانين .
ولكن وبنفس الوقت يجب توفير كل عوامل الحياة الكريمة الآمنة لحامل الجواز الأردني تملكا وسكنا وعملا وسفرا وبما يمكنه من مقاومة المحتل في فلسطين مع البعد والتعفف عن الإدارة السياسية والمناصب السيادية لكي لا تثار الضغائن والأحقاد بين الأردني والفلسطيني من جهة والتراخي والاستبدال والنسيان للحقوق والأرض المغتصبة من جهة أخرى وتمزيق الشعب الفلسطيني بأردنة كاملة لجزء كبير منه يفقده زخمه الديموغرافي إضافة لاستغلال العدو في فرض واقع الوطن البديل الذي رحل المشكلة من حيث يجب أن تكون إلى حيث نحن شرقي النهر ولتتوجه البوصلة إلى حيث يجب أن تتوجه نحو القدس لا غيرها .
و هكذا هي الشراكة التي نريد (بالمال و البيت وتقاسم الزوجات و المهاجر يقول بارك الله لك في مالك و بيتك و زوجك دلني على السوق ) وهنا يقول ساعدني على التحرير .
يا إلهي ما أجملة من وفاق و ما أعظمه من اتفاق الأنصاري يقدم المهاجر على نفسه في أمور الدنيا و المهاجر يضع نصب عينه مكة المكرمة و العودة إليها ، دون أن تلهيه المناصب و العمارات و الأعطيات عن ذلك .أما العلاقة الثانية فهي ذلك التمازج الذي لم تحده حدود إقليمية ضيقة و لا المصالح الدنيوية البائسة حيث أمثلها بتلك الحكاية القديمة الجديدة التي رواها آباءنا عن أجدادنا في اختلاف امرأتين على طفل حيث ادعت كل واحدة منهما أن الطفل طفلها وبعدم أن استنفذ القاضي كل ما يمكن في أن يحدد هوية أم الطفل الحقيقية لجاء إلى ذكائه وخبرته في حل الغاز وأحاجي القضاء، حيث طلب سيفا و قال سوف أقسم الطفل قسمين متساويين و تأخذ كل واحدة قسم ، صاحت حينها واحدة منهن وهي تبكي قائلة : لا يا سيدي انه ليس بطفلي انه طفلها ، لا تقسمه ، فأيقن القاضي من خوفها على الطفل أنها أم الطفل .
لذا فمن يهمه حقيقة الأردن و فلسطين فعليه أن يكون بخلق و حب هذه الأم لطفلها التي تناست صغائر الأمور أمام حياة و مستقل ابنها .
وليقتنع الجميع بأن العلاقة الأردنية الفلسطينية هي كهذا الطفل لا يمكن قسمته على اثنين ولن يقبل القسمة بحال من الأحوال بما تمتلكه هذه العلاقة من الروابط الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية.فالكل في قارب واحد لا مرفأ له إلا بعودة المحتل من الأرض والإنسان وعلى الجميع توجيه البوصلة إلى القدس الشريف و غير هذا فالمستفيد هو العدو الصهيوني المحتل لا غير.