بأي ذنب قتلت
أجبني أيها العربي المغوار.......بأي ذنب قتلت......هي صديقتي من ريف حماة.....هي الشابة الوديعة التي انتقلت إلى الرفيق الأعلى بسلاح ما.......سلاح لم يرحم شبابها ولم يفرق بين النساء والشباب......تلقيت خبر استشهادها عن طريق صديق سوري كنت قد تعرفت عليه في الإسكندرية حيث كانت هي أيضا......لم يعد يهمني من القاتل فليس هناك فرق......هناك نظام الأسد الذي لا يقل أبدا إجراما عن مسلحين مدفوعين من قبل تجار الدماء العربية......فبأي ذنب قتلت؟......الدماء السورية تستباح في معركة شرسة حقيرة رأسها بشار وطرفها الآخر حمد فكم أنت مظلوم أيها الشعب العربي السوري......طارت أرواحكم إلى السماء وروت دماءكم أراضي بابا عمرو وحماة ودرعا......ثم ماذا بعد يا قطر؟.
طوال عمرنا ونحن نسمع ونتباهى بالنخوة العربية والتضحية التي أصبحت ضربا من الخيال.....بشار الأسد يصول ويجول والضحية الشعب......حمد الجزيرة اليهودية يسلح ويشتري المجرمين والضحية نفسها الشعب السوري.....أسود على شعوبهم .....فرسان مغاوير وهم يوجهون الأسلحة الفتاكة لتقتل وتشرد الشعوب......وفئران في جحورهم عندما يتعلق الأمر بأمريكا وإسرائيل......لست هنا بصدد الحديث السياسي الذي أخجل ويخجل كل عربي......لست هنا لأقول كلاما سياسيا دبلوماسيا يرضي هذا ويغضب ذاك......أنا هنا لأني مسلم عربي لم ولن أؤمن بالحدود العربية.......أنا هنا لأعلم كم أنا خجل من عروبتي......أنا هنا لألعن النفط والغاز.....أنا هنا لأتساءل بأي ذنب قتلت صديقتي؟
رحلت الشابة المهندسة إيمان....رحلت بدون ذنب ولا جريمة......هي لم تحمل السلاح ولم تتلثم خلف كلاشنكوف.....هي إنسانة رائعة ذكية كانت تتغنى دائما ببلدها سوريا......كانت تقول أن سوريا جنة الله في الأرض.....باحثة من الطراز الأول.....وديعة كالأطفال.......لا يوجد للإجرام مكان في قاموسها......محبة خلوقة رقيقة .......تحب السلام وتدعوا له......فبأي ذنب قتلت؟.
رحمك الله أيتها العربية الأصيلة......رحمك الله وأدخلك فسيح جناته......فقد يكون بالموت راحة.....وليهنأ الأسد في دنياه......وليتمسك بكرسيه الزائل تحت أقدام الحقيقة.......ولينعم حمد ويستمتع بشلالات الدماء التي دفع ثمنها......ليسلح حمد كل العرب ويشتري الأرواح ويزهقها.......فنامي يا إيمان ولتهدأ روحك فصدقيني القادم ليس بأفضل.