ما لي شغل بالرئاسة
يغني إلهام المدفعي ويقول :
" مالي شغل بالسوق .... مريت أشوفك "
وانا أريد أن أغني :
" ما لي شغل بالرئاسة ... مريت أشوفك " .
منذ أيام مررت من أمام الدوار الرابع ، وقلت لنفسي ، عيب ما أمر على الرئيس وأسلم عليه وأباركله – ولو إنها متأخرة - ، لكني بصراحة ترددت ، فالرجل في مرحلة حرجة وانشغال دائم ، وخشيت ان أزعجه بزيارتي وأن أكون ضيفا ثقيل الدم
كنت متأكد بأني سأحمل الرئيس فوق طاقته ، فمعلوماتي أن أهل الكرك يكرمون الضيف وأبوابهم دائما مفتوحة ، ونيران قهوتهم لا تطفأ ، لذا خشيت أن أكلفه بذبح "خروف " الضيف ، رغم سياسة الترشيد والانفاق الحكومي ، أظنه سيكون وقتها بين نارين ، نار الضيف ونار الترشيد . والجو أساسا لا يحتمل كل هذه الحرارة .
في النتيجة عزمت الدخول والزيارة ، فهذا الرئيس أو غيره من الرؤساء السابقين معتادين على زيارتنا والاطلاع على أحوالنا وتفقد أوضاعنا ، وعلى الأقل يجب أن أرد تلك الزيارة ، - اللي بيجيك لازم تجييه - .
المهم ... ما أن بدأت أخطو أولى خطواتي وأقترب من الحاجز ، حتى تلقفتني أعين الحراس ، بدأت أقترب أكثر فأكثر ، والعيون ما زالت تراقبني أكثر ، وقتها قلت لهم " قو الغانمين " ، فرد علي واحد منهم " قويت "
سألته : من وين بقدر أروح للشارع الرئيسي .
بصراحة ما قصر دلني على الطريق ورافقني حتى أوله . وقتها عاتبت نفسي وقلت " اذا الحارس هيك غلبته وغلب حاله لحتى وصلني للشارع " كيف الرئيس ؟!
أكيد كان غلبته وحملته فوق طاقته بصراحة دولة الرئيس استخطيت حالي .
دولة الرئيس ... مالي شغل بالسوق بل بالرئاسة ... مريت أشوفك ..
وأردت أن اخبرك بأني كمواطن... حتى السمك بالماي يبكي على حالي .