«الأيتام والأحداث» أبرز مهام لجنة التحقيق بأوضاع «مراكز الرعاية»
المدينة نيوز - تستعد لجنة التحقيق والتقييم في أوضاع مراكز وشؤون الأشخاص المعوقين البدء بالتحقيق بقطاعات جديدة وفقا للتوجيهات الملكية السامية بعد تكليف وزير التنمية الاجتماعية وجيه عزايزة اعضاء اللجنة استكمال تحقيقهم في باقي قطاعات الرعاية التي تتولاها الوزارة.
ملف التحقيق دخل بوابة جديدة صعبة مكونة من ستة محاور ابرزها ملف الايتام والاحداث حيث نفذ خريجو دور رعاية الايتام عدة اعتصامات على ابواب الوزارة احتجاجا على تدهور اوضاعهم بعد التخرج من دور الرعاية دون عمل او شهادة علمية يدافعون بها عن انفسهم في الحياة الى جانب وقوع سلسلة من اعمال العنف والحرائق في مراكز رعاية الاحداث.
ملف الايتام بعد التخرج يندرج تحت اهم التحقيقات التي يجب ان تجريها الجنة الى جانب سوء ادارة ملف التعليم والتدريب المهني للايتام قبل التخرج يحتم على اللجنة التوصية باعادة انتاج استراتيجية للايتام تعالج اخطاء الماضي للوزارة في تعاملها مع تلك الفئة الضعيفة التي لاقت الامرين من تهميش وتشرد.
ويؤكد الخبراء الاجتماعيون ان عمل اللجنة في ملف الايتام يجب ان يستمر ليتجاوز التحقيق في امور الصيانة والخدمات الصحية المقدمة للايتام في مراكز الرعاية ليصل الى التحقيق في مستوى الخدمات التعليمة والتدريبية الى يتلقاها الايتام في مراكز الرعاية.
«الوطني لحقوق الانسان»
وكان المركز الوطني لحقوق الانسان اطلق تقريرا قبل اشهر حول واقع مراكز الاحداث التابعة لوزارة التنمية اكد خلاله ان جميع مراكز الاحداث التابعة للوزارة تعاني من نقص شديد بخدمات الرعاية النفسية بشقيها الطبي والإرشادي التي تقدم من قبل اطباء متخصصين واخصائيين نفسيين الا في اضيق الحدود، مشيرا الى اهمية توفير الرعاية النفسية المناسبة للأحداث وضرورة تدريب المتعاملين المباشرين معهم لضمان افضل الفرص لنجاح عملية إصلاح وتأهيل الاحداث.
وطالب التقرير وزارة التنمية الاجتماعية بضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية المتعلقة باعتماد قانون جديد للأحداث يأتي مواكبا للمعايير الدولية ذات العلاقة.
وحث التقرير الوزارة على الاسراع بتهيئة بيئة مناسبة للحدث لينمو في جو أشبه ما يكون بالجو الأسري المليء بالقيم والعادات الاجتماعية الحميدة وتنمية قدراته ومهاراته واكسابه المعرفة حيث يتم ذلك ابتداء من خلال اعادة النظر في التقسيم الداخلي لمراكز الأحداث خاصة في ما يتعلق بمهاجع النوم الكبيرة واستبدالها بغرف نوم صغيرة لتضفي طابع الخصوصية واحترام الكرامة الإنسانية وتسهيل اندماجهم في المجتمع الخارجي.
اللوباني
الى ذلك يقول الباحث الاجتماعي براء اللوباني انه يأمل من اللجنة البحث في الاسباب التي ادت لتنفيذ الايتام الخريجين من مراكز الرعاية لعدة اعتصامات مؤكدا ان معرفة السبب ستدفع اللجنة بالتأكيد لوضع توصيات تعالج اخطاء وزارة التنمية الاجتماعية في التعامل مع تلك الشريحة.
الملف الاخر الذي يوازي ملف الايتام بالصعوبة والتي ستباشر اللجنة اجراء التحقيقات فيه هو ملف الاحداث النزلاء في مراكزهم الخاصة لكلا الجنسين فقد شاهدنا خلال العام الماضي عدة احداث شغب ادت الى حرق وتكسير مرافق المراكز في اربد ومعان والعاصمة الى جانب حوادث هروب فتيات من مراكز رعايتهن مما يدلل على خلل واضح في التعامل مع تلك الفئة.
وفي تحليل لاسباب العنف يقول الباحث اللوباني ان النزلاء الاحداث يلجأون للتعبير عن رفضهم لسياسيات المراكز او العقوبات التي يتلقوها نتيجة خطأ ارتكبوه عبر التجرؤ على حرق او تكسير للمراكز او الهروب منها مما يشير على اهمية توفير مشرفين مؤهلين للتعامل مع تلك الفئات ذات الاحتياجات الخاصة.
وقال اللوباني انه يتوجب على اللجنة التوصية لوزارة التنمية الاجتماعية ضرورة اضافة مواد للتشريع تتضمن عدم استمرارية ابقاء هذه المؤسسات بمواقع مغلقة دونما الخضوع للمساءلة، وإنشاء نظم فعالة للرقابة والإبلاغ من قبل هيئات مستقلة مؤهلة تتمتع بالكفاءة لها سلطة المطالبة بمعلومات مستمرة حول الظروف القائمة في مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالاضافة الى إتاحة الالية أمام الأطفال في المؤسسات الاجتماعية للشكوى، بحيث تكون مأمونة ومستقلة وسهلة المنال. ( الدستور )
