حتى لا تغتال الجهود
إذا كان مقصد الذين يتحركون لانتقاد سياسة وآلية عمل المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين، للإصلاح والتغيير للأفضل، وتسليط الضوء على نقاط غائبة عن إدارة المجلس، فإننا نشد على أياديهم ونساندهم لإخراج قضية الإعاقة بأجمل وأفضل صورة، ولكن التحركات التي ُتساق ضد المجلس يقودها أشخاص مسكونين بعقدة الاستيلاء، فالناظر والمتفحص لأحاديثهم واجتماعاتهم بالكاد يسمع أو يشم رائحة الغيرة على المعوقين، أو يلمس أن لدى هؤلاء المنتقدين برنامج واضح، أو تصور علمي، للارتقاء بآمال وطموح المعوقين. فديدنهم كلمات ومساحة مشتركة، ولسان حالهم ومقالهم تلك العبارات " لو كنت أنا أمين عام المجلس لفعلت وفعلت ....!!؟ ".
تلك الصدمة تواجهك فتشعر أن تحت الأكمه قصة وأمور حيكت بليل، وتقارير الظل والظلام عشعشت في أنفس تقبع فيها الانتهازية، لتصبح نهج حياة باستثمار الفرص، وركوب الموج ، وتحريك العوام ممن دفعتهم الخيرية والعفوية للتحرك، لكن تحت الرايات كلمات أخرى!!.
إن مؤسسة بحجم وعطاء المجلس قادها رجل أفنى حياته بخدمة الأشخاص المعوقين ،أقل ما يقال له شكرا ويُثنى على عطائه " ولا تبخسوا الناس أشيائهم "
ألم يقـُد صبر وجهد سمو الأمير رعد مفاهيم الإعاقة وينقلها باعتراف الجميع من مرحلة الرعاية إلى التمكين وصولا للتشاركية ؟ الأمر الذي جعل الأردن قبلة القاصدين ، ومربط خيل العرب للإفادة من خبرات أبنائه . فهذه الأشواط التي قطعناها بالتأهيل والرعاية والتربية الخاصة قدمت للآخر صورة مشرقة ومشرفة تدفعنا جميعا أن لا ننساق وراء انفعالات وقصص مفبركة تضر أولا وأخيرا بسمعة بلدنا. فالعاملين بالمجال يدركون أن حجم الإنجازات للجهات العاملة مع الأفراد المعوقين كبيرة ويبصم بأن المجلس أطر لقضية الإعاقة ، فأخرج كثيرا من مفرداتها من مرحلة التخبط لمرحلة المأسسة ، وأحكام بنود العمل ضمن معايير أصبحت بمثابة المرجعية. لنحافظ جميعا على مكتسبات الإنجاز ابتداءً من تأطير قضية الإعاقة ، مرورا بتمكينها وانتهاءً بالاستقلالية التي نرى آثارها واضحة وملموسة على أرض الواقع.