(الإخوان) يدخلون على خط مطالب الفنانين !
المدينة نيوز - المعلومات المتواترة من أوساط نقابة الفنانين، تؤكد أن الإخوان المسلمين دخلوا على خط مطالب الفنانين وتوجيهاتهم الاحتجاجية على خلفية القضايا والهموم التي يواجهها الفنان الاردني ، كما تشير ذات المعلومات الى أن قيادات إخوانية بادرت مؤخراً الى تقديم تعهدات لأوساط فنية بدعم مطالب الفنانين والمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية لهم .
وتتساءل اوساط النقابة هل تعكس حالة التضامن المصطنعة التي يبديها الإخوان مع الفنان الاردني وهمومه رغبةً حقيقية وصادقة في تبني مشاكل القطاع الفني بمختلف صنوفه وأشكاله واعترافاً مفاجئاً من الاسلاميين بالفن الذي لطالما تم تصنيفه بإعتباره محرماً شرعاً وفقاً للمفاهيم الإخوانية ؟؟ وهل تحول الاسلاميون نحو مباركة الفن والفنانات والرقص والغناء .. وهو مرحلة أولى في إطار محاولات تجسير الهوة التي لازمت علاقة الإخوان مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني الأخرى وقطاعات وشرائح الرأي العام وصولاً للحصول على تفويض من الشارع بمشروعية الخطاب والاجندات الإخوانية ؟ .
انتهازية وازدواجية مواقف الإخوان تدفعهم الى الوقوع في مطبات ومفارقات كثيرة لا يمكن تفسيرها إلا بإعتبارها محاولات لـ (لاستغفال) الرأي العام والضحك على الذقون ، ففي الجانب الآخر القريب والبعيد لا يمكن ان نتناسى رفض أحد ابرز القيادات الإخوانية المتشددة المشاركة في مهرجان إخواني لوجود فرقة فنية دينية فيه ، وليس بمقدور المتابعين تناسي الحملات الإخوانية المكثفة ضد مهرجان جرش والعديد من المهرجانات الفنية ، وهم يقودون حالياً حملة منظمة ضد مهرجان جرش لهذا العام ؟
هم ذاتهم الإخوان الذين يقودون حملات ملاحقة وتشهير ضد فناني مصر والعديد من أعمالهم الفنية بعد ان وصلوا الى السلطة هناك ؟ ملاحقات أشبه ما تكون بمحاكم التفتيش في أوروبا خلال العصور الوسطى الظلامية ، وهي مواقف تفضح خطابهم المعلن وتكتيكاتهم في محاولة ابراز الوجه الآخر الحسن ، عبر الغزل الذي يمارسونه في مصر مع اطياف وشرائح ومكونات كانت العلاقة معهم ولا تزال موضع تحفظ وتوجس وريب ، لأهداف مصلحية وانتخابية خالصة ، فيما تبدو محاولاتهم في الاردن وكأنها تجميلية لتبديد المخاوف الشعبية تجاه مد وطموحات الاسلام السياسي ولو مرحلياً لحين قطف ثمار هذا الحراك المنظم الذي يقودونه بإمتياز ؟
هناك شكوك كبيرة في إمكانية نجاح المخطط الإخواني في توظيف الهموم الفنية المشروعة واستغلالها لمآرب سياسية ، ولا تعتقد اوساط نقابة الفنانين بأن هذا الحرص المفاجئ من الإخوان المسلمين على هموم الحركة الفنية ان ينطلي على الفنانين والفنانات الذين لطالموا ادرجوا واقحموا في خانات التكفير والظلال وقوطعوا وحوصرت اعمالهم بحجج وذرائع وعناوين ذات مقاسات ووصفات جاهزة فضفاضة عند الحاجة ؟ لا سبب لإنكماش المخططات الإخوانية فقط ولكن بسبب وعي الفنان الاردني المثقف الذي لن يسمح بأن يكون فنه الرفيع المشهود وسيلة لتحقيق أية أجندات سياسية رخيصة . ( الرأي )