.. حين تتورط العدالة!

من المؤكد أن وضع المدعي العام في محكمة الجرائم الدولية «أوكامبو»، ليس مريحاً بعد أن كشف ثوار ليبيا فساد هذا الادعاء، وتورط أجهزته في المشاكل المالية:
-فقد ثبت الآن أن الأربعة الذين انتدبتهم هيئة الإدعاء العام لمقابلة المسجون سيف الإسلام القذافي، كانوا مجموعة جواسيس، ومتعاملين مع تبييض الأموال. فهناك أقلام تقوم بعمل الكاميرات، وهناك ساعات يد تسجّل الكلام!!. وقد اكتشف ثوار الزنتان أن المجموعة معنيّة بأخذ توقيعات القذافي الابن على ورق أبيض، وهذه التوقيعات يمكن أن تتحوّل بسهولة إلى شيكات لنقل مليارات الدولارات التي تمتلكها العائلة الثورية في أوروبا، لمصلحة سيناريو المحاكمة الدولية في مكان ما – وربما هولندا – وتوزيع الرشاوى على كل محاكمها.. واخراج سيف الإسلام كالشعرة من العجين.. بريئاً، وقادراً على الاستمتاع بالأموال الطائلة التي نهبها من الشعب الليبي، وامتاع سدنة العدالة الدولية ببعض منها!!.
الحكومات.. بعض الحكومات تحترم المحاكم الاستثنائية الدولية، وتمرر فسادها والتزاماتها الدولية.. فالمدعي العام «اوكامبو» اتهم الرئيس السوداني وعدداً من المسؤولين السودانيين بارتكاب جرائم حرب، لكن بغض النظر عن جدية الاتهام، فان اوكامبو لم يحرك ساكناً إزاء الجرائم التي اقترفت في العراق على يد الاحتلال مع ان الحكومات الأميركية والبريطانية اعترفت بها.
ما هو سيناريو الأفلام التي تصوّر والساعات التي تسجل؟ ما القصد من توقيعات سيف الإسلام على بياض؟ وكيف يحضّر العاملون في الادعاء شكاوى للقذافي الابن من «المعاملة القاسية» التي يعامله بها الثوار لتسهيل نقله للمحاكمة الدولية خارج ليبيا؟
السيناريو ادركه الأذكياء الثوار ولم تدركه حكومة الكيب او المجلس المؤقت، فقد لاحظنا في الأسابيع الأخيرة نوعا من الرضى عن الخلاص من محاكمات القهر السابق، بنقلها إلى محكمة الجرائم الدولية، وهو نوع من الخلاص المقيت. فلا شيء يدعو إلى النأيّ بالنفس عن جرائم القذافي، وإعفاء مساعديه من إعادة المليارات التي نهبوها: فهل يعرف العالم أي شيء عن مؤسسة القذافي الخيرية التي يديرها أبناء الطاغية؟!، هل يعرف أحد أن أقل مدفوعاتها تتجاوز الملياري دولار تعويضاً لضحايا جريمة الطائرة الأميركية المعروفة بجريمة لوكربي؟!
قتل وزير الخارجية منصور الكيخيا بعد اختطافه جريمة كبرى، وشراء فريق كرة قدم إيطالي جريمة أخرى، فلماذا لا يقوم القضاء الليبي الشريف النظيف الطالع من رماد المحرقة بواجبه؟! ( الرأي )