ذكريات أم جريحة

تم نشره الأحد 17 حزيران / يونيو 2012 12:58 صباحاً
ذكريات أم جريحة
وفاء خصاونة


جلست على كرسي خشبي هزاز بقرب النافذة تتطلع بمرارة وألم الى تلك الصورة المعلقة على الحائط وقد اعتراها اصفرار وتيبست وجفت اوراقها من غبار الايام والسنين. ستظل تتذكر تلك اللحظة التي جاء بها الى الدنيا وكان صراخه يدوي في ارجاء الغرفة,وكم كانت سعادتها غامرة حينما اخبرتها الممرضة انه صبي.كانت فرحتها مثل فرحة كل الامهات وتعهدت بتربيته والعناية به حتى يشب وتراه طبيبا ناجحا ومشهورا.
وفجأة قطع حبل افكارها طرق خافت على الباب وأطلت امرأة في مقتبل العمر تحمل صينية عليها وجبة الغذاء وسألتها اذا كانت بحاجة لشيء فهزت رأسها بالنفي .وعادت بطلة قصتنا تسبح في حبل افكارها وآلامها التي طوت عليها السنون ولم يتحرك ناظرها عن تلك الصورة التي اصبحت باهتة وبالية.أنهى فلذة كبدها وابنها الوحيد الذي طلعت به من هذه الدنيا مرحلة الابتدائبة والاعدادية بتفوق وكان ولدا نجيبا ومطيعا ومحبا لوالدته ولم يعص لها امرا او يخالف رأيها.حصل على معدل 98 في الثانوية العامة وهو معدل يؤهله لدخول كلية الطب كما حلمت تماما.كان طالبا متفوقا على زملائه وذكيا وكان يحرص دائما على مرضاة الله ومرضاة والدته. وبعد أن أنهى مرحلة الجامعة وحصوله على شهادة الطب بامتياز ,تزوج ابنة خالته وقطنوا جميعهم في نفس البيت. مرت السنون والايام ولم يمر يوم من الايام والا كانت هناك مشاحنات ومطاحنات بين الام والكنة.كانت زوجة ابنها تعاملها بقسوة شديدة وتتغطرس عليها وما كان يعجبها العجب ولا صيام رجب.

استطاعت الزوجة ان تلعب في رأس زوجها وطلبت منه وضع والدته في دار للعجزة ,وكان يزورها كل اسبوع مرة في بداية الامر,وكانت كلما تراه تحس بمرارة وحرقة على هذا الابن العاق الذي كان ناكرا للجميل وعاصيا لوالدته ولم تصدق ما حصل لها وهل يعقل ان يكون هذا ابنها الذي سهرت عليه الليالي ؟؟؟هل هذا جزاء المعروف ان يرمي بها الى الهاوية اخر حياتها؟؟؟ ومرت السنون وانقطع الابن عن زيارة الام المسكينة ولا حتى كان يكلف نفسه ويسأل عنها بواسطة الهاتف. كانت تتطلع بشوق ان تراه يطل على باب حجرتها وترى اولاده وتضمهم الى صدرها وتشم رائحتهم.هل كبروا وما هي اعمارهم الان؟ماذا درسوا واين اشتغلوا؟هل هم لامعين مثل ابيهم؟؟هناك الف لماذا تدور في ذهنها ولكن لا حياة لمن تنادي!!!!
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات