طلاق برائحة البنزين !

لم يكن يعرف فلان بن علان ان الامر الذي ربط به طلاق زوجته يمكن ان يقع، ولكنه وقع، ووقع اليمين على "المستورة" وذهبت ضحية لفعل لم ترتكبه، وليس لها اي يد به من قريب او بعيد، بل هي ضحية ! فلان البالغ من العمر 48 عاما طلق زوجته "40 عاما" بعد ان اعلنت الحكومة رفع سعر البنزين اوكتان 90 ليلة الثلاثاء الماضية !

احد اقارب فلان، حسبما نُشر ، قال ان ذلك الرجل " القى على زوجته يمين الطلاق اذا رفعت الحكومة البنزين اوكتان 90 منذ اكثر من عشرة ايام وعندما سمع ليلة الثلاثاء الماضية بالارتفاع الذي طرأ ، طلق زوجته ثلاثا وطردها هي واولادها الى بيت اهلها قائلا لها " روحي خلي الحكومة ..." تصرف عليك انت واولادك" ثم ركن سيارته بجانب بيته وأغلقها ورمى المفتاح بعيدا!

سأنظر اليوم الى المشهد من جانب مسؤولية الزوجة عن التدهور الاقتصادي في البلد، وربط قرار الطلاق برفع سعر البنزين اوكتا 90، كنت اتمنى ان اقابل السيدة الضحية لاستمع منها الى وجهة نظرها، سيقول جل الناس او ربما كلهم ان السيدة ليست مسؤولة ابدا عن رفع سعر البنزين ، وبالتالي ليس من حق الزوج ان يطلق زوجته ابدا، بل ان هذا السلوك يكشف عن جانب مؤسف من جانب معاملة الذكور للاناث في مجتمعنا، حيث يعتبرها كثيرون "ملطة" لفش الغل ، وتفريغ شحنات الغضب، او مشجبا لتعليق المشاكل عليها ، او اسفنجة لامتصتص الصدمات والكدمات واللكمات، وكل هذا له وجاهته بالتأكيد.. ولكن للمسألة وجه آخر .. ربما لم ينتبه له البعض!

ربما، من باب الافتراض مثلا، لم تكن المرأة مدبرة ، بحيث ان فلان عانى الامرين من اسرافها قبل رفع سعر البنزين ، فما بالك بعد الرفع..؟!

وربما ايضا، تعلق امر الطلاق بكثرة مشاوير الزوجة وأولادها، وبالتالي زيادة عبء مصروف البنزين قبل الرفع، فما بالك بعده؟!

وربما، وربما..

لكن بصراحة ..

رغم كل هذه "الربمات" - جمع "ربما" وهو تعبير لا يجز اصلا ، ولكننا في زمن صار يجوز فيه كل شيء - اقول : من الصعب ان تجد عاقلا يحمل الزوجة مسؤولية الرفع، وبالتالي القول انها تستحق "الطلاق"..

باختصار.. "خطية" الأولاد وأمهم برقبة كل من اوصل البلد الى هذه الدرجة من الحاجة والاضطراب زالطفر، وسعار الاسعار!.
( الدستور )