لم نقع في المأزق!

.. ما جرى في مصر من لعبة الاولويات, يجب أن نفهمه هنا, فقد كنا على حق حين بدأنا بتعديل الدستور, ووضع قوانين الاحزاب, والانتخاب, واللجنة العليا المشرفة على الانتخابات النيابية والبلدية, وتعديل قانون الاجتماعات العامة والمحكمة الدستورية. فالبدء بهذه الاولويات ابعدنا عن المفاجآت التي وقعت في مصر. ووقع فيها أولاً الشباب الثوار والاخوان والعسكر سواء بسواء!!
.. طبعاً لم نقع فيما وقع فيه النظام السوري, من قمع دموي منعه من التراجع.. ومنع الشعب السوري من اخذ التعديل الدستوري والانتخابات النيابية مأخذ الجد. ولم نصل طيلة الربيع العربي الى استدعاء الحلف الاطلسي لحماية شعبنا, فالأمن الاردني هو الذي يحمي الشعب الاردني, ويحمي الشارع, ويضمن الحريات في الاعتصام والتظاهر، ثم أن هدوء النظام في التعامل مع تشامخ الاخوان المسلمين, حرمهم من الوقوع فيما وقع فيه زملاؤهم في مصر من نهب لحركة الشباب وادعاء الثورة, ثم تشاطرهم على الجميع في انتخابات نيابية اعطتهم وحلفاءهم 75% من مقاعد مجلس الشعب وتركت للشعب المصري 25% منها، ومحاولة الاستقواء على القوات المسلحة ترشيح اكثر من اخواني لانتخابات الرئاسة، كل ذلك في غمرة الفوضى الامنية والسياسية التي طالت الحياة العامة المصرية، فاودت بالسياحة والتجارة واخافت العاملين المصريين في الخارج فقللوا من تحويلاتهم وحرمت مصر من مليارات الاستثمارات الخارجية فالناس حتى الان ينتظرون من «الثورة» اصلاح امورهم المعيشية ومن «الحرية» اعطاءهم بعض ما يحلمون به من خدمات ومن «الديمقراطية» شعورا حقيقيا بالكرامة غير الشعور بالاستقواء على الشرطي المسكين في احياء القاهرة الفقيرة.
التظاهرات والاعتصامات التي نشهد نماذجها في عمان وبعض المدن الاردنية ما تزال تردد الشعارات اياها منذ اكثر من عام: الاسراع في الاصلاح عدم رفع الاسعار، محاربة الفساد، لكن احدا من المحتجين غير قابل بالتغييرات الكبرى التي تحدث في صياغة الديمقراطية والحريات والاحزاب في البلد، ويعتقد الكثيرون ان كل شيء «مجرد تمثيلية» تحدث لانه يمارس الضغط من الشارع في حين ان المطلوب هو فهم التغييرات التي تجري واعداد احزابه وقواه الفكرية والسياسية للافادة من المرحلة المقبلة.  ( الرأي )