هنيئاً لشعب فلسطين فلقد تعانق الأشقاء!!

عجيب أمركم أيها الأشقاء الأعزاء الألداء، لقد قلتم كنتم قبيل أسبوع إنكم ستلتقون اللقاء الأخير لإتمام المصالحة يوم الثلاثاء الموافق 5/6/2012م لوضع اللمسات الأخيرة على الوزارة التي ستمثل كل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، وجاء اليوم الموعود ومعه جاءت ذكرى الخامس من يونية حزيران 45 واستبشرنا خيرا، وقلنا لعل ذكرى النكبة والضياع تلقي بظلالها على الأشقاء فيخجلون من إدارة ظهورهم لشعبهم المشرد المذبوح من الوريد إلى الوريد، فإذا بنا في يوم الخميس الثالث بعد موعد اللقاء نفاجأ بتصريح من المجتمعين يقول إن اللقاء قد وضعت أمامه صعوبات كثيرة، يعني أن على المستبشرين خيرا أن يواصلوا تشاؤمهم الذي تعودوا عليه منذ سنوات.
ونحن نعرف أن من استمر في اعتقال الأشقاء وزجهم في السجون رغم كل عبارات المودة والإخاء، لا يمكن ان يكون صادق النوايا فيما يقول، وان يواصل الاستجابة لأوامر الأعداء الصهاينة الذين يريدوننا أن نستمر في العداء والانقسام، وأن تتحقق فينا ظاهرة باكستان الأم الشرقية والغربية فنصبح نحن فلسطين الشرقية (رام الله) وفلسطين الغربية (غزة) وعندنا لدى الطرفين ما يؤيد هذا الانقسام ويقدسه، فالكرسي الوزاري هدف مقدس لكل من جلس عليه وجربه عدة سنوات.
فهل شعبنا مستعد لأعذار أخرى تبقي على الانقسام؟ ليته كذلك حتى لا يتلقى المزيد من الصدمات فكفاه ما تلقاه طوال عشرات السنين من الأهوال والأحداث الصادمة، وكان الله في عون اللاجئين والنازحين وكل شعب فلسطين! لماذا يحدث الانقسام؟ أيحدث هذا لمجرد أن فصيلا من الفصائل الثورية قد فاز في الانتخابات، فتمرد الفصيل الذي تعود على أن تكون كل زمام الأمور في يديه، ورفض أن تؤول كل المواقع إلى الفصيل الفائز؟
نحن تعودنا على أن يكون بأيدينا كل شيء، وتعودنا على أن نكون قادة كما كنا منذ عشرين عاما ويزيد ذلك؛ لأننا أول من ثرنا على الواقع الفاسد والجمود الذي ران على قضيتنا، وأزعجنا العدو وهزمناه في معركة الكرامة في 21/3/1968 ثم في غور الصافي 1969، ثم في معارك العرقوب جنوب لبنان حتى 1978، وسيطرنا على شمال فلسطين المحتل ثم تراجعنا؛ لأننا انتشرنا ونسينا أن الهدف تحرير فلسطين وأصبحنا نتلقى الهزائم تلو الهزائم حتى كان الزحف اليهودي على بيروت، وتشتتنا في اليمن والجزائر وتونس والسودان والعراق، ونمنا طويلا وتخاذلنا وانكمشنا وأصبحنا وحدنا؛ لأننا أخذتنا العزة بالإثم وتمردنا على العروبة والإسلام، فكان لنا ما أردنا.
فولد هذا الفصيل من رحم شعبنا، وأراد أن يسير على طريقنا، لكنه نظم نفسه وظل بعيدا عن كراسي السلطة فلم يتسخ بها، وأعلن وجوده وميلاده في أسطورة شعبية حملت اسم الانتفاضة، فقمنا بعدما صحونا من نومنا وشاركنا في هذه الانتفاضة، وقام نفر من قادتنا المتخاذلين، واستغلوا انشغال العالم بالمؤتمر السلمي في مدريد سنة 1991، ووقعنا متعجلين على ما سمي «اتفاق أوسلو»، لكن بني صهيون خذلونا وخانوا الاتفاق وطعنوه في الصميم واصطادوا ثورتنا الرائدة، وقتلوا فينا إرادة الصمود والتحدي، ومن ثم تآكلنا. وفي الانتخابات التشريعية الثانية فشلنا، فكان يجب علينا أن نسلم الأمانة لمن فازوا؛ وبالتالي نقوم بإعادة تنظيم أنفسنا في مدة أربع سنوات، ونعاود الكرّة منظمين وقد تخلصنا من المتأسدين والطامحين في كراسي السلطة الوهمية، دون أن نفرط بما لدينا من طاقات كامنة خفية، لنعود من جديد لنجدد ثورتنا ونستعيد مكانتنا وقد نادى بذلك كثيرون من عقلاء فتح، لكنهم استسلموا لإرادة المتخاذلين ومضوا في طريق الشقاق والاختلاف، فكان أن سالت الدماء وتعمق الخندق بين الفصيلين واستغله الصهاينة وحلفاؤهم الأمريكان، واستمر النزاع وأصبح حراما على شعبنا أن يعود إلى الوحدة والوئام، وكثرت محاولات التوحيد، لكننا خضعنا لإرادة المرتدين وقادة الأجهزة الأمنية وقوات دايتون الأمريكية.
وهيهات أن نتحدى كل القوى المساعدة على الانقسام، وعلى شعبنا أن يتحدى قوى الفرقة والظلام، ويصمم بكل ما لديه من قوة وتصميم على تحقيق الأمل المنشود فهل نحن فاعلون؟
( السبيل )