الدور الريادي المغيب للفنانين الأردنيين
تم نشره الإثنين 18 حزيران / يونيو 2012 01:33 صباحاً
عمر الساكت
يلعب الإعلام بشكل عام الدور الرئيسي في تشكيل وصياغة الرأي العام والمؤثر في ثقافة وتوجه الأجيال، ورغم كثرة القنوات الفضائية واتساع الخيارات والذي له سلبياته أكثر من إيجابياته إلا أن الإعلام المحلي وخاصة الفنانين يبقى لهم الدور الكبير المؤثر في توجهات الأردنيين وتعزيز أو تغيير ثقافتهم إيجاباً أو سلباً، وقد أدرك الغرب أهمية هذا الدور المؤثر فنرى الولايات المتحدة تدعم الإنتاجات الفنية ل " هوليوود" كي تأتي متجانسة والإستراتيجية العامة للدولة وخاصة في سياساتها الخارجية التي تبالغ في إظهار قوتهم العسكرية والفكرية والتكنلوجية والتقليل من هيبة أعدائهم وغيرها من التوجهات التي يختلط فيها الكذب بالحقيقة فيضلل المشاهد، والمهم أن تلك الإعمال تحظى بدعم من الشركات والأجهزة الأمنية أيضاً بحيث يـُسمح لهم التصوير في مواقع عسكرية واستخدام بعض معداتهم من دبابات وطائرات وغيرها من التسهيلات شريطة أن تتماشى مع توجهات الدولة، علاوة على استعانة الدولة بالممثلين والمنتجين في إخراج بعض الأخبار كما حدث بحربهم وإحتلالهم للعراق، وقد تحدثت في مقال سابق عن سيطرة اليهود الصهاينة على سينما "هوليوود" والتي لعبت الدور الكبير في تغيير الصورة السوداوية عن اليهود الصهاينة وإظهار العرب وكأنهم إرهابيين رعاع.
تظهرأهمية الدور المؤثر للممثلين جلياً وبقوة بالإهتمام البالغ برأيهم من قبل الأنظمة إبان الثورات التي حصلت في مصر وسوريـــا والإهتمام الفائق من قبل الأجهزة الاستخبارية برأيهم وتصريحاتهم ومشاركتهم أو عدمها في الإعتصامات، أما الفنانين الأردنيين فلا بواكي لهم ودورهم منسي أو متناسى من قبل الدولة والشركات وحتى المجتمع الأردني فنترك هؤلاء الفنانين لمهب الريح ليكونوا هدفاً لإنتاجات فنية خارجية وأنا لست ضد ذلك لكن لا بد من استغلال تأثيرهم بنشر الوعي والثقافة على المستوى المحلي وخاصة في مجال تغيير بعض الظواهر الإجتماعية السيئة ومشاركتهم في نشر الوعي والفكر وهذا لا يكون باعتقادي إلا إذا كان هناك تمازج متناغم بين الفنانين بنقابتهم أو بشكل فردي وبين الأدباء والمفكرين والكتاب وحتى شيوخ الدين لتوعيتهم دينياً ووعظهم وإرشادهم ليخدموا الأمة وحتى يكون لهم دور مؤثر في المجتمع يحدث نقلات نوعية نحو الأفضل بدل من توجيه أغلب الأعمال لمستوى فني هابط يسعى للكسب المادي والشهرة فقط فيحاكي غرائز المشاهدين دون جدوى وأهداف نبيلة كما نراها بشكل عام بإنحطاط الإنتاجات الفنية في السينما والدراما العربيــة إلا ما رحم ربي ومحلياً بغياب الهوية الوطنية الأردنية وضياع لهجتنا المحلية إضافة إلى ضياع الرؤيا والهدف في العديد من الإنتاجات الفنية مع كل الإحترام باستثناء المسلسلات البدوية، لكن رغم ذلك فنحن والحمدلله لدينا نواة وإن كانت بسيطة من إنتاجات فنية هادفة وإن جائت متأخرة ومتواضعة بسبب المعوقات الهائلة أمام مثل تلك الإنتاجات الضخمة مثل مسلسل عودة أبو تايه ونمر بن عدوان وبوابة القدس وغيرها من المسلسلات الرائدة وبالطبع تنشيط وإنتاج مثل تلك المسلسلات الرائدة لا يتأتى إلا بعد أن تكف الأجهزة الأمنية تدخلاتها بهم ومن ثم بالدعم المتواصل والحثيث للفنان الأردني والإهتمام الفائق من قبل الدولة أولا لمعرفة إحتياجاتهم إنطلاقا من إدراك أهمية الدور الكبير الذي يقوم به ولا يتأتى ذلك أيضا إلا بالتواصل المستمر معهم لمعرفة تلك الإحتياجات والأهم تلبية المستطاع منها ولو على جدول زمني وللأسف حكومتنا لا تستمع ولا تفهم إلا لغة الإعتصامات والضغوطات والأصل ألا نصل إلى هنا لو أنها أصغت وأنصتت لتلك المظالم في شتى القطاعات لكنها تركت ليعلو صوت التظلم والمطالبة بالعدالة تركت الأوضاع تتفاقم.