شعب متمرد ام حكومات فاسدة
ما انفكت الحكومات المتتالية عن رفع اسعار السلع والخدمات وزيادة الضرائب في كل مجالات الحياة فمنذ سنوات ونحن نرى ارتفاعات جنونية في الاسعار ورفع الدعم عن السلع والخدمات بل على العكس اصبحت الحكومات تفرض ضرائب على سلع يتوجب دعمها ، الحكومات ومن يسير بركبها تتهم الشعب بانه يرفض دفع ضريبة للوطن وان كان هذا الاتهام بشكل مبطن ، ولو كان الحال غير الحال لتم قمع المواطن باشد وسائل القمع ، السؤال الذي يجب ان تساله الحكومات لنفسها لماذا يرفض المواطن هذه الاجراءات وهل المواطن الاردني لا يقبل بان يصبر او يضحي لاجل الوطن ؟
يقول رسول الله تعالى عليه افضل الصلاة واتم التسليم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ... وهنا مكمن الحديث الازمة هي ازمة اخلاق وازمة ثقة بين حكومات هزيلة تاتي وتذهب بلا رسالة ولا رؤية ولا تملك اخلاق وبين شعب صبور قدم للحكومات فرص على مر السنين وصبر صبر ايوب واتهمته الشعوب الاخرى والحكومات المتعاقبة بانه شعب اخرس لا يتكلم حتى انفجر ... فلم نسمع عن سداد دولار واحد من مليارات الدولارات التي استدانتها الحكومات واخفت حقيقتها بل على العكس زادت المديونية وزاد عبئها على المواطن ... وفي كافة مناحي حياة المواطن حدث ولاحرج ... التعليم في تراجع حتى اصبحت الجامعات عبارة عن مؤسسات تجارية ، في الرعاية الصحية اصبح مشط الرفانين هو الوصفة الوحيدة لكل الامراض ... وليس هناك ما يخفى على المواطن ، الفساد تحاول الحكومات ان تلبسة لاشخاص يختبىء خلفهم حيتان الفساد .
اذا فالازمة هي ازمة اخلاق وازمة ثقة فلم يعد المواطن يثق بتلك الحكومات ووزرائها ومن تفوضهم ، ولن يثق هذا المواطن في اي حكومة قادمة وهنا يخرج من يقول ممن يروجون للحكومات التي تولد ميتة بان هذا فجر (بضم الفاء) من المواطن فنقول لهم ان المواطن لم يفجر بل انفجر ولن يقبل بان يزداد علية الخناق ليجوع ويعطش لسنوات قادمة طويلة في مقابل لاشيء بل لزيادة واضحة في تدني الاخلاق وزيادة الفساد او حرق ملفاته او تلبيسها لاشخاص هم مجرد ظل لفاسد اكبر نهب وسلب مقدرات الشعب ...ان في هذا الوطن حارات او كما يسميها المغرب العربي زنقات للفقراء يعيشون ويعتاشون على القليل القليل مما يحتاجة الانسان ليعيش ويحمدون الله على القليل القليل الذي ياتيهم من خير هذا البلد الذي نهب ، لكنهم في كل حارة او زنقة يقبلون بالتضحية من جديد وبالصبر من جديد لكنهم في هذه المرة يريدون ثمن والثمن ليس لهم بل للوطن وللاجيال القادمة ولابني ولابنك والثمن هو راس الفاسد اينما كان ومن كان ، الثمن هو سداد ديون اثقلتم بها كاهل المواطن ، الثمن هو ضمان العلم الحقيقي لا مجرد كراريس في الجامعات تنقل من كاتب لمؤلف لم تحقق لنا انجاز واحد منذ تاسيس تلك الجامعات والمعاهد العريقة ، الثمن هو علاج لتلك الام التي تمارس طفلتها القاصر الدعارة لكي تجمع لها ثمن تلك العملية لذلك المستشفى بحجة انها لاتحمل وثيقة تامين صحي ، الثمن هو ان اجد لهذا الخريج الذي تخرج من تلك الجامعة الاعرق ولا يجد عملا حتى انه لا يعرف ان يقدم شيئا لا لنفسه ولا لوطنه ، الثمن هو ان يختار المواطن من يتحدث بلسانه لا ان يختار هذا او ذاك من يتحدث باسمنا ، المواطن لا يريد الكثير يا حكومات الاخلاق والضمير بل يريد عدالة ومساواه ، المواطن الاردني لا يبحث عن رفاهية الشعوب الاخرى ويطالب بها بل يبحث عن ادارة جيدة لمواردة وضرائبة التي تحصلونها المواطن الاردني يرى جيدا هذا الفاسد و السارق ويرى ذاك اللص يختبىء اليوم خلف ظل لن يحميه طويلا من هذا الشعب الذي يراه ويراه بوضوح وينتظر ان يعتذر لكنه يرفض حتى الاعتذار فهل وصلتكم الرسالة .